للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فضائل أهل البيت وغيره وكان ذلك في أيام المعتمد وتغلبه عليها في سنة (٢٧٥) هـ … " (١).

أما المذاهب الفقهية في الري فكان المشهور المعروف بها مذهب أهل الرأي ومذهب أهل الحديث. وأهل الرأي فهم كما وصفهم الأستاذ الخضري بقوله: "أما أهل الرأي والقياس فإنهم رأوا الشريعة معقولة المعنى، رأوا أصولاً عامة نطق بها القرآن الكريم وأيدتها السنة، ورأوا كذلك لكل باب من أبواب الفقه أصولاً أخذوها من الكتاب والسنة، وردوا إليها جميع المسائل التي تعرض من هذا الباب ولو لم يكن فيها نص، وهم بالنسبة إلى السنة كالأولين- أي أهل الحديث متى وثقوا من صحتها" (٢).

وأما فقهاء الحديث فقد وصفهم ابن رجب بقوله: "وأما فقهاء أهل الحديث العاملون به، فإن معظم همهم البحث عن معاني كتاب الله عز وجل وما يفسره من السنن الصحيحة، وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحيحها وسقيمها، ثم الفقه فيها وتفهيمها والوقوف على معانيها، ثم معرفة كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان في أنواع العلوم من التفسير والحديث ومسائل الحلال والحرام، وأصول السنة، والزهد والرقائق، وغير ذلك" (٣).

ولقد كانت تقع بينهم المناظرات ومجالس الجدل حتى خرج بهم ذلك إلى النفرة والمقاطعة. بل تعدى الأمر إلى الاستعانة بأمير البلد، ولقد ورثوا هذه


(١) انظر: معجم البلدان في مادة (الري) ولعله لهذا اتهم البعض ابن أبي حاتم بالتشيع وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج ٢ ص ٥٨٧ - ٥٨٨ ووصفه بالحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت وتكلم عنه ثم قال: "وما ذكرته لولا ذكر أبي الفضل السليماني له، فبئس ما صنع، فإنه قال ذكر أسامي الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليا على عثمان … " وذكر، وانظر: لسان الميزان ج ٣ ص ٤٣٢ - ٤٣٣.
(٢) انظر: تاريخ التشريع ص ١٩٧.
(٣) انظر: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص ٤٥.