للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر دخول إبراهيم مصر

(* وكان سبب دخول إبراهيم عليه الصلاة والسلام مصر كما حدثنا أسد بن موسى وغيره، أنه لما أمر بالخروج عن أرض قومه، والهجرة إلى الشام، خرج ومعه لوط وسارة؛ حتى أتوا حرّان، فنزلها، فأصاب أهل حرّان جوع، فارتحل بسارة يريد مصر، فلما دخلها ذكر جمالها لملكها، ووصف له أمرها*) .

وكان حسن سارة كما حدثنا أسد بن موسى، حدثنا عبد الله بن خالد، عن خالد ابن عبد الله، عن الكلبىّ، عن أبى صالح، عن ابن عباس قال: كان حسن سارة حسن حواء.

قال: ثم رجع إلى حديث أسد وغيره، قال: (١ فأمر بها، فأدخلت عليه، وسأل إبراهيم عليه السلام قال له: ما هذه المرأة؟ قال: أختى؛ فهّم الملك بها، فأيبس الله يديه ورجليه، فقال لإبراهيم هذا عملك فادع الله لى؛ فو الله لا أسوؤك فيها. فدعا الله له فأطلق الله يديه ورجليه، وأعطاهما «٢» غنما وبقرا. وقال: ما ينبغى لهذه أن تخدم نفسها، فوهب لها هاجر ١) .

وكان أبو هريرة يقول: فتلك أمّكم يا بنى ماء السماء، يريد العرب.

حدثونا عن عبد الله بن وهب، عن جرير بن حازم، عن أيّوب، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: «إن ابراهيم قدم أرض جبّار ومعه «٣» سارة، وكانت أحسن الناس، فقال: لها: إنّ هذا الجبّار إن يعلم أنك امرأتى يغلبنى عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختى، فإنك أختى فى الإسلام. فلما دخل الأرض رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال: لقد دخلت أرضك امرأة لا ينبغى أن تكون إلّا لك، فأرسل إليها فأتى بها، وقام إبراهيم إلى الصلاة، فلما دخلت «٤» عليه لم يتمالك أن بسط يده

<<  <   >  >>