للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرم ما بين عير وثور فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

فهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة وغيرها كثير تدل دلالة واضحة على تحريم المدينة وبيان حدودها من الجهات الأربع.

فقد بينت أن حدها من الشرق والغرب ما بين لابتيها أي حرتيها الشرقية حرة واقم، والغربية حرة الوبرة، وتحديها من جهة الشرق والغرب باللابتين أي الحرة الشرقية والحرة الغربية هذا مما لا خلاف فيه بين العلماء.٢

كما بين صلى الله عليه وسلم حدها من الجنوب والشمال، فقال: "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور".

أما عير يقال عاير، وعائر، فهو جبل كبير مشهور في قبلة المدينة يقرب من ذي الحليفة ميقات أهل المدينة، يشبه العير وهو الحمار، يعرفه أهل المدينة خلفاً عن سلف حتى قال بعض العلماء: "شهرة عير غير خافية


١ أخرجه البخاري ١/٣٢١ كتاب الحج باب حرم المدينة بلفظ: المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا. ومسلم ٢/٩٩٥- ٩٩٥ كتاب الحج باب فضل المدينة واللفظ له.
٢ إعلام الساجد ص ٢٢٦، ووفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ١/٩١، وفتح الباري ٤/٨٣، وشرح النووي على مسلم ٩/١٣٥،١٣٦، والقرى لقاصد أم القرى ص٦٧٢. وتحفة الراكع والساجد ص١٥٠، والدرة الثمينة في تاريخ المدينة ص٣٣٨، ونيل الأوطار ٥/٣٢، وسبل السلام ٢/٧٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>