للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد ما نزلوا موغرين١ في نحر الظهيرة٢، فهلك من هلك في شأني، وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول".

انتشار الدعاية في المدينة:

فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك٣، وهو يريبني٤ في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف٥ الذي كنت أرى منه


١ موغرين: الوغرة: بسكون الغين المعجمة شدة الحر. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٥/ ٢٠٨. وكذا فسرها عبد الرزاق بقوله: الوغرة شدة الحر، عندما سأله عبد بن حميد بقوله: ما قوله موغرين، انظر صحيح مسلم ٨/ ١١٨، كتاب التوبة وفي رواية فليح بن سليمان "معرسين" بدل موغرين، انظر البخاري ٣/ ١٥٢ كتاب الشهادات باب تعديل النساء بعضهن بعضا ومسند أبي يعلى ٤/ ٤٤٤ وفي غريب الحديث لابن الأثير ٣/ ٢٠٦ "أن التعريس هو نزول المسافر آخر الليل" ولكن قال ابن زيد: التعريس النزول في السفر في أي وقت كان فيحمل الحديث على هذا، قال ابن حجر: وروى "موغرين: والتغوير النزول في وقت القائلة". انظر فتح الباري ٨/ ٤٦١ و ٤٦٤ وفي صحيح مسلم ٨/ ١١٨ كتاب التوبة من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان "موعرين" بعين وراء مهملتين. قال النووي: روايته بالعين ضعيف. شرح مسلم للنووي ٥/ ٣٦١. لكن قال ابن حجر: بأن رواية يعقوب بن إبراهيم عند مسلم إنما هي "موعزين" بعين مهملة وزاي، قال "ووجهها القرطبي بقوله: كأنه من وعزت إلى فلان بكذا أي تقدمت والأول أولى -يعني موغرين - وصحفه بعضهم بمهملتين وهو غلط". فتح الباري ٨/ ٢٦٣ قلت: الرواية في صحيح مسلم الموجود بأيدينا "موعرين"بعين وراء مهملتين. وقول النووي بأنه ضعيف أولى من قول القرطبي بأنه تصحيف، وذلك أن في القاموس المحيط ٢/ ١٥٥"وعر صدره لغة في وغر".
٢ نحر الظهيرة: أولها وفي القاموس المحيط ٢/ ١٣٩ نحر النهار والشهر أوله.
٣ وفي رواية ابن إسحاق من حديث عباد وعمرة عن عائشة، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي ولا يذكرون لي قليلا ولا كثيرا، انظر: سيرة ابن هشام٢/٢٩٩،ومن طريقه أخرجه ابن جرير الطبري في التاريخ٢/٦١٣.
٤ يريبني: يشككني، يقال: رابني الشيء وأرابني بمعنى شككني. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٢/ ٢٨٦.
٥ في رواية ابن إسحاق "كنت إذا اشتكيت وحمني ولطف بي، فلم يفعل ذلك بي، في شكواي تلك، فأنكرت ذلك منه، كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني، قال: "كيف تيكم" لا يزيد على ذلك". سيرة ابن هشام ٢/ ٢٩٩.

<<  <   >  >>