للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ، قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ (١) . وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْل مِصْرَ سَأَل أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ قَوْله تَعَالَى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (٢) قَال: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، فَقَال: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُك مُنْذُ أُنْزِلَتْ، هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ (٣) .

وَقَدْ حَكَمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ (٤) وَرُوِيَ غَيْرَ ذَلِكَ.

وَالْمُرَادُ بِالرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ غَالِبُ رُؤَى الصَّالِحِينَ


(١) حديث: " لم يبق من مبشرات النبوة. . . . " أخرجه مسلم (١ / ٣٤٨ - ط الحلبي) من حديث ابن عباس.
(٢) سورة يونس / ٦٤.
(٣) حديث أبي الدرداء: ما سألني عنها أحد غيرك. أخرجه الترمذي (٥ / ٢٨٦ - ٢٨٧ - ط الحلبي) ، وفي إسناده جهالة، ولكن له شاهد من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه أحمد (٥ / ٣١٥ - ط الميمنية) وآخر من حديث أبي هريرة أخرجه الطبري في تفسيره (١٥ / ١٣١ - ط المعارف) يتقوى به.
(٤) فتح الباري ١٢ / ٣٦٢ - ٣٦٣ ط الرياض، صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ / ٢٠ - ٢١ ط المصرية، تحفة الأحوذي ٦ / ٥٤٩ ط. الفجالة، وتفسير القرطبي ٩ / ١٢٢ - ١٢٣ ط المصرية. وحديث: " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة " أخرجه البخاري (الفتح ١٢ / ٣٧٣ - ط السلفية) من حديث أبي سعيد الخدري.