للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ. (١) وَحَمَلُوا الأَْمْرَ عَلَى النَّدْبِ

وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الدَّنَاءَةِ وَالإِْخْلاَل بِالْمُرُوءَةِ (٢) .

وَأَمَّا الثَّانِي: (عَدَمُ التَّجَرُّدِ حِينَ الْجِمَاعِ) وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمَا أَحَدٌ يَطَّلِعُ عَلَيْهِمَا، فَقَدِ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِيهِ، فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ (٣) إِلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لِلرَّجُل أَنْ يُجَرِّدَ زَوْجَتَهُ لِلْجِمَاعِ، وَقَيَّدَهُ الْحَنَفِيَّةُ بِكَوْنِ الْبَيْتِ صَغِيرًا، وَيُسْتَدَل لِذَلِكَ بِحَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَال: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَال احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ، قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ قَال: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ تُرِيَهَا أَحَدًا فَلاَ تُرِيَنَّهَا. قُلْتُ يَا رَسُول اللَّهِ، فَإِنْ كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا، قَال: فَاَللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ (٤)


(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب النكاح باب: التستر عند الجماع
(٢) البحر الرائق ٣ / ٢٣٧ ط المطبعة العلمية، وفتاوى قاضي خان ٣ / ٤٠٨ ط ٢ بولاق / ١٣١٠، والجيرمي على منهج الطلاب ٣ / ٤٣٦ ط مصطفى محمد، وروضة الطالبين ٧ / ٤٠٦ ط المكتب الإسلامي، ونهاية المحتاج ٦ / ٣٧٥ ط مصطفى البابي الحلبي ١٣٥٧، وحاشية الشررواني على التحفة ٦ / ٥٠٠، والمغني لابن قدامة ٨ / ١٣٥ ط المنار، ومنتهى الإرادات ٢ / ٢٢٩ ط دار الجيل، والشرح الكبير على متن الخرقي ٨ / ١٤٣ ط المنار، وحاشية الرهوني على شرح الزرقاني لمتن خليل ٤ / ٤٦ - ٤٧ ط بولاق ١٣٠٦، وحاشية محمد بن المدني على كنون على شرح الزرقاني لمتن خليل ٤ / ٤٧
(٣) نيل الأوطار ٦ / ١٩٥، ومراقي الفلاح بحاشية الطحطاوى ص ٥٧، وحاشية ابن عابدين ٥ / ٢٣٤، والقليوبي ٣ / ٢١٣، والبجيرمي على المنهج ٣ / ٣١٦، والمغني والشرح الكبير ٨ / ١٣٥، والقواعد الفقهية ٢٩٤
(٤) حديث " احفظ عورتك. . . " أخرجه أبو داود في الحمام، وابن ماجه في النكاح، والترمذي في الأدب، وأحمد بن حنبل ٥ / ٣.