للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لاَ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. (١)

وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَغْفِرُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَمِائَةَ مَرَّةٍ، (٢) بَل كَانَ أَصْحَابُهُ يَعُدُّونَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ قَبْل أَنْ يَقُومَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ مِائَةَ مَرَّةٍ. (٣)

الاِسْتِغْفَارُ فِي الطَّهَارَةِ:

أَوَّلاً: الاِسْتِغْفَارُ عَقِبَ الْخُرُوجِ مِنَ الْخَلاَءِ:

٩ - يُنْدَبُ الاِسْتِغْفَارُ بَعْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ، وَعِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْخَلاَءِ. رَوَى التِّرْمِذِيُّ أَنَّهُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ قَال: غُفْرَانَكَ. (٤) وَوَجْهُ سُؤَال الْمَغْفِرَةِ هُنَا كَمَا قَال ابْنُ الْعَرَبِيِّ - هُوَ


(١) الفتوحات الربانية ٧ / ٢٦٩، والزرقاني على خليل ١ / ٧٧ ط دار الفكر، والفواكه الدواني ٢ / ٤٣٢، ومرقاة المفاتيح ٣ / ٦٠، وفتاوى ابن تيمية ١٥ / ٥٧، ومرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ٣ / ٤٦٤.
(٢) مدارج السالكين ١ / ١٧٨، ١٧٩، والحطاب ١ / ٢٧١ ط النجاح.
(٣) أخرج أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه من حديث ابن عمر أنه قال: إنا كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور " مائة مرة. قال الألباني: صحيح على شرط الشيخين. ولكن الرواة اختلفوا على مالك في قوله " الغفور " (مشكاة المصابيح نشر المكتب الإسلامي، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٢ / ٨٩ نشر المكتب الإسلامي) .
(٤) حديث " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء. . . " أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه من حديث عائشة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والحديث صححه الحاكم وأبو حاتم. قال في البدر المنير: ورواه الدارمي وصححه ابن خزيمة وابن حبان (نيل الأوطار ١ / ٨٨ ط دار الجيل، وتحفة الأحوذي ١ / ٤٩ نشر المكتبة السلفية) .