للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُكَفَّرَ بِهِ الذُّنُوبُ إِنْ تَوَافَرَتْ فِيهِ شُرُوطُ التَّوْبَةِ، يَقُول اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وَمَنْ يَعْمَل سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} (١) وَيَقُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُول اللَّهِ: مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي دُبُرِ كُل صَلاَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَال: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ (٢) وَقَدْ قِيل: لاَ صَغِيرَةَ مَعَ الإِْصْرَارِ، وَلاَ كَبِيرَةَ مَعَ الاِسْتِغْفَارِ فَالْمُرَادُ بِالاِسْتِغْفَارِ هُنَا التَّوْبَةُ. (٣)

٢٩ - فَإِنْ كَانَ الاِسْتِغْفَارُ عَلَى وَجْهِ الاِفْتِقَارِ وَالاِنْكِسَارِ دُونَ تَحَقُّقِ التَّوْبَةِ، فَقَدِ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي ذَلِكَ، فَالشَّافِعِيَّةُ قَالُوا: إِنَّهُ يُكَفِّرُ الصَّغَائِرَ دُونَ الْكَبَائِرِ، وَقَال الْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ: إِنَّهُ تُغْفَرُ بِهِ الذُّنُوبُ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، وَهُوَ مَا صَرَّحَتْ بِهِ بَعْضُ كُتُبِ الْحَنَفِيَّةِ. (٤) لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الاِسْتِغْفَارُ مِمْحَاةٌ لِلذُّنُوبِ (٥) .


(١) سورة النساء / ١١٠.
(٢) حديث " من استغفر الله تعالى، في دبر كل صلاة. . . . " سبق تخريجه (ر: ف / ١٨)
(٣) مرقاة المفاتيح ٣ / ٦٦، ٧٧، وابن عابدين ٥ / ٣٥٢، والطحطاوي على مراقي الفلاح ١ / ١٧٢، والفتوحات الربانية ٧ / ٢٨٢، ومدارج السالكين ١ / ٢٩٠، ٣٠٨، وشرح ميارة الصغير ٢ / ١٨١ ط الحلبي، والزواجر لابن حجر ١ / ٩، وفتح الباري ١١ / ٨١ ط البهية، وفتاوى ابن تيمية ١٠ / ٦٥٥، ١٥ / ٤١، والمغني مع الشرح ٢ / ٨٠ ط المنار الأولى.
(٤) ابن عابدين ١ / ٢٨٨، ومرقاة المفاتيح ٣ / ٨١، وفتاوى ابن تيمية ١٠ / ٦٥٥، ومرقاة المفاتيح ٣ / ٤٨٠، ومدارج السالكين ١ / ٢٩٠ ط السنة المحمدية.
(٥) حديث " الاستغفار ممحاة. . . " أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من حديث حذيفة بن اليمان، وفيه عبيد بن كثير التمار. قال الذهبي: قال الأزدي: متروك عن عبيد الله بن خراش، ضعفه الدارقطني عن عمه العوام بن هوشب، ورمز الألباني إلى أنه ضعيف جدا (فيض القدير ٣ / ١٧٧ ط المكتبة التجارية، وضعيف الجامع الصغير بتحقيق الألباني ٢ / ٢٧٧ نشر المكتب الإسلامي) .