للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَيْسَ بِمُصْحَفٍ (١) .

وَقَال الْحَنَابِلَةُ: بِجَوَازِ مَسِّ كِتَابِ التَّفْسِيرِ وَنَحْوِهِ عَلَى الصَّحِيحِ مِنَ الْمَذْهَبِ وَعَلَيْهِ الأَْصْحَابُ وَحَكَى الْقَاضِي رِوَايَةً بِالْمَنْعِ وَالصَّحِيحُ جَوَازُ مَسِّ كُتُبِ التَّفْسِيرِ بِدَلِيل أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا فِيهِ آيَةٌ (٢) ، وَلأَِنَّهَا لاَ يَقَعُ عَلَيْهَا اسْمُ الْمُصْحَفِ وَلاَ تَثْبُتُ لَهَا حُرْمَتُهُ (٣) .

مَسُّ الْمُحْدِثِ كُتُبَ الْفِقْهِ وَغَيْرِهَا:

٨ - ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ: إِلَى جَوَازِ مَسِّ الْمُحْدِثِ كُتُبَ الْفِقْهِ وَغَيْرِهَا وَإِنْ كَانَ فِيهَا آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ.

وَهُوَ أَصَحُّ وَجْهَيْنِ مَشْهُورَيْنِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَال: وَالْمُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ لاَ يَفْعَل (٤) .

وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا قَال فِيهِ آيَةً (٥)


(١) روضة الطالبين ١ / ٨٠، ونهاية المحتاج ١ / ١٢٥ - ١٢٦، والمجموع ٢ / ٦٩، وشرح روض الطالب ١ / ٦١.
(٢) حديث: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر كتابه فيه آية ". أخرجه البخاري (الفتح ١ / ٣٢) ومسلم (٣ / ١٣٩٤) من حديث ابن عباس.
(٣) كشاف القناع ١ / ١٣٥، والإنصاف ١ / ٢٢٥، والمغني ١ / ١٤٨، والفروع ١ / ١٩٠.
(٤) بدائع الصنائع ١ / ١٥٦، فتح القدير ١ / ١٥٠، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير ١ / ١٢٥، وشرح الزرقاني على مختصر خليل ١ / ٩٤، والمجموع شرح المهذب ٢ / ٧٠، ونهاية المحتاج ١ / ١٢٦، والإنصاف ١ / ٢٢٥، والمغني ١ / ١٤٨.
(٥) سبق تخريجه ف ٧.