للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِنْسَانٍ لاَفٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي. . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. (١) وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: وَعَظَنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ. الْحَدِيثَ. وَلَمْ يَقُل: زَعَقْنَا وَلاَ رَقَصْنَا وَلاَ زُفْنَا وَلاَ قُمْنَا (٢) .

وَقَال صَاحِبُ رُوحِ الْمَعَانِي فِي تَفْسِيرِ قَوْله تَعَالَى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (٣) أَيْ خَافَتْ قُلُوبُهُمْ مِنْهُ عَزَّ وَجَل لإِِشْرَاقِ أَشِعَّةِ الْجَلاَل عَلَيْهَا (٤) .

١١ - وَالْبُكَاءُ خَشْيَةً مِنَ اللَّهِ لَهُ أَثَرُهُ فِي الْعَمَل، وَفِي غُفْرَانِ الذُّنُوبِ، وَيَدُل لِذَلِكَ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيل اللَّهِ. (٥)


(١) حديث: " سلوني، لا تسألوني عن شيء. . . . " أخرجه مسلم (٣ / ١٨٣٤ ـ ط الحلبي) .
(٢) القرطبي ٧ / ٣٦٥، ٣٦٦، ط دار الكتب المصرية. وحديث العرباض: " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . " أخرجه ابن ماجه (١ / ١٦ - ط الحلبي) وأبو داود (٥ / ١٦ـ ط عزت عبيد دعاس) والحاكم (١ / ٩٦ـ ط دائرة المعارف العثمانية) وصححه ووافقه الذهبي.
(٣) سورة الحج / ٣٥.
(٤) روح المعاني ١٧ / ١٥٤ ط المنيرية.
(٥) حديث: " عينان لا تمسهما النار: عين. . . " أخرجه الترمذي (٤ / ١٧٥ ـ ط الحلبي) وأبو يعلى كما في فتح الباري (٦ / ٨٣ ـ ط السلفية) وحسن إسناده ابن حجر