للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَاءَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ: اجْلِسْ: فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ (١) .

وَعِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ يَجُوزُ لِدَاخِل الْمَسْجِدِ أَنْ يَتَخَطَّى الصُّفُوفَ لِفُرْجَةٍ قَبْل جُلُوسِ الْخَطِيبِ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَلاَ يَجُوزُ التَّخَطِّي بَعْدَهُ وَلَوْ لِفُرْجَةٍ. (٢)

وَقَدْ نَصَّ الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ عَلَى أَنَّهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلدَّاخِل مَوْضِعٌ وَبَيْنَ يَدَيْهِ فُرْجَةٌ لاَ يَصِل إِلَيْهَا إِلاَّ بِتَخَطِّي رَجُلٍ أَوْ رَجُلَيْنِ لَمْ يُكْرَهْ لَهُ ذَلِكَ؛ لأَِنَّهُ يَسِيرٌ. وَإِنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَإِنْ رَجَا إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ أَنْ يَتَقَدَّمُوا جَلَسَ حَتَّى يَقُومُوا، وَإِنْ لَمْ يَرْجُ أَنْ يَتَقَدَّمُوا جَازَ أَنْ يَتَخَطَّى لِيَصِل إِلَى الْفُرْجَةِ؛ لأَِنَّهُ مَوْضِعُ حَاجَةٍ، وَهَذِهِ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ لِلدَّاخِل إِذَا رَأَى فُرْجَةً لاَ يَصِل إِلَيْهَا إِلاَّ بِالتَّخَطِّي جَازَ لَهُ ذَلِكَ. (٣)


(١) حديث: " اجلس فقد آذيت وآنيت " أخرجه أحمد (٤ / ١٨٨ - ط الميمنية) ، وأبو داود (١ / ٦٦٨ - ط عزت عبيد دعاس) وقواه ابن حجر في الفتح (٢ / ٣٩٢ - ط السلفية)
(٢) ابن عابدين ١ / ٥٥٣، والفتاوى الهندية ١ / ١٤٧ - ١٤٨، ومنهاج الطالبين ١ / ٢٨٧، والمغني لابن قدامة ٢ / ٣٤٩ - ٣٥٠ وجواهر الإكليل ١ / ٩٧، والشرح الكبير ١ / ٣٨٥
(٣) الفتاوى الهندية ١ / ١٤٨، وجواهر الإكليل ١ / ٩٧، والشرح الكبير ١ / ٣٨٥، والمهذب في فقه الإمام الشافعي ١ / ١٢١، ومنهاج الطالبين ١ / ٢٨٧، والمغني لابن قدامة ٢ / ٣٤٩ - ٣٥٠