للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَنْهُمُ الْمَطَرُ. (١)

قَال نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِالْبَائِعِ فَيَقُول لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ، أَوْفِ الْكَيْل وَالْوَزْنَ، فَإِِنَّ الْمُطَفِّفِينَ يُوقَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ.

وَنَقَل ابْنُ حَجَرٍ تَصْرِيحَ الْعُلَمَاءِ بِأَنَّهُ مِنَ الْكَبَائِرِ، وَاسْتَظْهَرَهُ (٢) .

مَنْعُ التَّطْفِيفِ، وَتَدَابِيرُهُ:

٤ - مِمَّا يَتَأَكَّدُ عَلَى الْمُحْتَسِبِ: الْمَنْعُ مِنَ التَّطْفِيفِ وَالْبَخْسُ فِي الْمَكَايِيل وَالْمَوَازِينِ وَالصَّنَجَاتِ. فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَحْذَرَ الْكَيَّالِينَ وَالْوَزَّانِينَ وَيُخَوِّفَهُمْ عُقُوبَةَ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْبَخْسِ وَالتَّطْفِيفِ. وَمَتَى ظَهَرَ لَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ خِيَانَةٌ عَزَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ وَأَشْهَرَهُ، حَتَّى يَرْتَدِعَ بِهِ غَيْرُهُ (٣) .

وَإِِذَا وَقَعَ فِي التَّطْفِيفِ تَخَاصُمٌ جَازَ أَنْ يَنْظُرَ فِيهِ الْمُحْتَسِبُ، إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَ التَّخَاصُمِ فِيهِ


(١) حديث: " خمس بخمس. . . " أخرجه الطبراني في الكبير ١١ / ٤٥ ط الوطن العربي، قال المنذري: رواه الطبراني في الكبير وسنده قريب من الحسن وله شواهد (الترغيب والترهيب ١ / ٥٤٤ ط مصطفى الحلبي) .
(٢) التفسير الكبير للرازي ٣١ / ٨٨، ٨٩، وتفسير الخازن ٤ / ٣٥٩ ط دار المعرفة، والفتوحات الإلهية ٤ / ٥٠٢ ط مطبعة حجازي، والزواجر لابن حجر الهيثمي المكي ١ / ١٩٢.
(٣) الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص ٢٩٩ ط دار الكتب العلمية، والأحكام السلطانية للماوردي ص ٢٢٠ ط مطبعة السعادة، ومعالم القربة في أحكام الحسبة ص ٨٦ ط دار الفنون بكمبرج، والحسبة في الإسلام لابن تيمية ص ١٣.