للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠- ترديده فرية الغرانيق وبعض أخطائه التاريخية:

يردد بودلي قصة الغرانيق التي لا يكاد يخلو منها كتاب مستشرق (١) ؛ فهو يقول عنها: ولكنه ـ محمداً صلى الله عليه وسلم ـ على الرغم من تلميحه لهم ـ أي كفار قريش ـ يوماً أن اللات والعزى ومناة قد يُرجى نفعها مع الله، إلا أنه قد عاد ونقض ذلك، فقد فطن إلى أن الأمر الذي يضطلع به لا يقبل مساومة، وأنه لن يجد مخرجا سهلاً.. (٢) .

وقد دحضت هذه الفرية في كتابي: "السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية" (٣) ، مما لا شك فيه أنه قد سبقني آخرون إلى هذا، أفدت منهم كثيراً على رأسهم الشيخ ناصر الدين الألباني ـ يرحمه الله ـ، الذي ألف فيها كتابه: "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق".

يقول في معرض كلامه على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة إن عبد الله بن أبي بكر وأخته عائشة أقبلا إلى غار ثور، حيث كان يستخفي الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، ومعهما راحلتان ودليل يثقون فيه (٤) .

وهذا خطأ تاريخي، لأن المصادر التي بين أيدينا تذكر أن الذي أتاهما بالراحلتين في الغار هو الدليل عبد الله بن أريقط، وأتاهما في ذات اليوم عامر ابن فهيرة مولى أبى بكر؛ وتحرك الأربعة صوب المدينة (٥) .


(١) انظر مثلاً، مونتجومري واط: محمد في مكة، ص ١٦٦ـ١٧٧.
(٢) الرسول، ص ٧٣.
(٣) الطبعة الأولى، ص ١٩٩ ـ ٢٠٥، والطبعة الثانية، ص ٢٢٥ ـ ٢٣٤، ج١.
(٤) الرسول، ص ١٢٢.
(٥) انظر مثلاً: البخاري مع الفتح (١٥/٩٢-٩٣) .

<<  <   >  >>