للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: الدلالة وتطورها]

[أنواع التطور الدلالي]

...

[الفصل السادس: الدلالة وتطورها]

La Semantique

ذكرنا في فاتحة الفصل السابق أن أهم ظواهر اللغة ترجع إلى ناحيتين رئيسيتين, وهما الظواهر المتعلقة بالصوت, والظواهر المتعلقة بالدلالة، وأن كلتا الناحيتين في تطور مطرد وتغير مستمر، وأنها في تطورها وتغيرها تتأثر بعوامل شتّى, وتخضع لطائفة كبيرة من القوانين, وقد فرغنا في الفصل السابق من دراسة الناحية الأولى، وهي المتعلقة بالصوت وتطوره، وسنقف هذا الفصل على دراسة الناحية الثانية وهي المتعلقة بالدلالة.

١- أنواع التطور الدلالي:

ترجع أهم ظواهر التطور الدلالي إلى ثلاثة أنواع:

أحدها: تطور يلحق القواعد المتصلة بوظائف الكلمات، وتركيب الجمل, وتكوين العبارة.. وما إلى ذلك؛ كقواعد الاشتقاق والصرف "المورفولوجيا", والتنظيم "السنتكس" ... وهلم جرا. وذلك كما حدث في اللغات العامية المنشعبة من اللغة العربية؛ إذ تجردت من علامات الإعراب١, وتغيرت فيها قواعد الاشتقاق٢,واختلفت مناهج تركيب


١ يوقف في جميع هذه اللهجات بالسكون على جميع الكلمات المعربة بالحركات، وتلتزم حالة واحدة في الكلمات المعربة بالحروف "المثنى، جمع المذكر السالم، الأسماء الخمسة.. إلخ, فيقال مثلًا: أخوك مجتهد، ضربت أخوك، سلم على أخوك ... ". فوظيفة الكلمة في العبارة لا تفهم في لهجاتنا العامية إلّا من مجرد السياق أو من ترتيبها بالنسبة لبقية عناصر الجملة.
٢ تغيرت وجوه التصريف العربية تغيرًا كبيرًا في اللغات العامية، حتى لا نكاد نعثر فيها على فعل باقٍ على حالته العربية الصحيحة من هذه الناحية.

<<  <   >  >>