للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو مسبوقا بصوت علة طويل كما في كلمة:

أما في العربية الفصحى وفي قراءة القرآن بصفة خاصة فقد حرص القراء على أن يجهروا صوت الدال في كل موقع، وذلك بجعلها من الأصوات المقلقة.

"T"

أما صوت الطاء فأسناني لثوي، شديد مهموس مفخم، كما ينطق به في الفصحى في مصر في أيامنا هذه، ويتم نطقه بإلصاق طرف اللسان بالأسنان العليا من داخلها، ومقدم اللسان بأصول الثنايا "أي اللثة"، ويرتفع مؤخر اللسان في نفس الوقت في اتجاه الطبق، وهذا ما يسمى بالإطباق، ويتأخر قليلا إلى الجدار الخلفي للحلق، وهذا ما يسمى بالتحليق، ويرتفع الطبق حتى يسد المجرى الأنفي.

أما الطاء التي وصفها لنا القراء القدماء، فمهجورة على ما رأوا، وهذا يحتاج إلى قليل من المناقشة، ففي بعض اللهجات العامية المعاصرة صوت من أصوات الطاء، يمكن وصفه بأنه مهموز، ولإيضاح ذلك نقول: إن طرف اللسان ومقدمه يتصلان في نطقه بالثنايا واللثة، ويعلو مؤخر اللسان، ويتراجع إلى الخلف في اتجاه الجدار الخلفي للحلق، ويقفل المجرى الأنفي للهواء الخارج من الرئتين، يخلق اتصال بين الطبق، وبين الجدار الخلفي للحلق، وفي نفس الوقت تقف الأوتار الصوتية، فلا تسمح بمرور الهواء إلى خارج الرئتين، وبذلك تتكون منطقة في داخل الفم والحلق، يختلف ضغط الهواء فيها عنه في الرئتين، وفي الخارج، وفجأة يتم انفصال الأعضاء المتحركة، التي وصفنا اتصالها في وقت معا، فيندفع هواء الرئتين إلى الخارج، يندفع الهواء الخارجي إلى الداخل، فيحدثان بالتقائهما أثرا صوتيا هو صوت الطاء، كالتي تنطق في بعض لهجات الصعيد مثلا، ومعنى كون الطاء مهموزة هنا، أنه صحبها إقفال الأوتار الصوتية حين النطق، فأصبح عنصر الهمز جزءًا لا يتجزأ من نطقها، هذه الطاء مهموسة قطعا؛ لأن إقفال الأوتار الصوتية لا يسمح بوجود الجهر.

<<  <   >  >>