للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحيوان، الدالة على شعوره بالخوف أو الحنين، أو النفور أو الرضا، أو القلق والاضطراب، وعلى شعوره بالحاجة إلى المعونة، فهو بهذه الأصوات يعبر عن شعوره، ويستغيث بغيره من بني جنسه.

٣- مرحلة المقاطع. وفيها انتقلت لغة الإنسان من أصوات غير محددة المعالم، إلى أصوات محددة، في صورة مقاطع قصيرة، مستنبطة من أصوات الأشياء أو الظواهر الطبيعية، أو على الأقل متأثرة بها إلى حد بعيد.

ويبدأ الطفل مرحلة تناظر هذه المرحلة، في الشهور الأولى من السنة الثانية، وذلك حين ينطق بمقاطع متكررة، يطلب بها ما يريد، أو يدل بها على أشياء معينة، متأثرا في ذلك بما يسمعه مما حوله من الحيوانات، أو ممن يرى في محيطه من الناس. ولا يزال يكرر هذه المقاطع، حتى تنطبع في نفسه، وتتكون منها لغته البدائية. وكثير من الأطفال يطلقون في هذه السن، كلمة: "هَوْ هَوْ" على الكلب، وكذلك "نَوْ نَوْ" على القط، ,"تِكْ تِكْ" على الساعة، وغير ذلك.

٤- مرحلة الكلمات المكونة من المقاطع. وفي هذه المرحلة تتكون من المقاطع التي سبق الحديث عنها، الكلمات أو الأصول العامة، التي استعملها الإنسان الأول لقضاء حاجاته، والتعبير عن أغراضه ورغباته. ومن هذه الأصول الأولى اشتق الإنسان كثيرا من الفروع، وبالتأليف بين هذه الفروع وتلك الأصول، اكتمل تكوين اللغة الفطرية.

وقد وصل الإنسان إلى هذه المرحلة، حين اكتمل عقله، ونضجت أعضاؤه الصوتية، واتسع نطاق حياته الاجتماعية، وكثرت رغباته، واشتدت حاجته إلى التفاهم مع غيره.

<<  <   >  >>