للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- كان كثير من البنيويين يستبعدون المعنى من دراستهم للغة استبعادا كليا، ويهتمون بالشكل الخارجي للغة. ويرى "ديفيد كريستال" أن الكلام عن التحليل اللغوي بلا إشارة للمعنى، شبيه بمن يصف طريقة صنع السفن دون الإشارة إلى البحر١، ولذلك يعد التحويليون اعتبار المعنى في التحليل اللغوي، أمرا ضروريا في شرح العلاقة بين الجمل، التي تحمل نفس المعنى وتختلف في ظاهر تراكيبها.

وعلى رأس علماء المدرسة التحويلية التوليدية في دراسة اللغة: "هاريس" Harris وتلميذه "تشومسكي" Chomsky. وقد كان لهما أكبر الأثر في نشوء علم اللغة التوليدي والتحويلي. أما "التوليدي" فهو علم يرى أن في وسع أية لغة أن تنتج ذلك العدد اللانهائي من الجمل التي ترد بالفعل في اللغة. وأما "التحويلي" فهو العلم الذي يدرس العلاقات القائمة بين مختلف عناصر الجملة، وكذلك العلاقات بين الجمل الممكنة في لغة ما٢.

ويعد "هاريس" الأب الحقيقي لعلم اللغة التحويلي، و"تشومسكي" الأب الحقيقي لعلم اللغة التوليدي. كما أدخل الأخير كثيرا من التعديلات على علم اللغة التحويلي عند "هاريس". وقد نشر "هاريس" بحوثه بين ١٩٥٢ و١٩٥٧م، وعرف التحويل بأنه عملية نحوية تغير ترتيب المكونات في داخل جملة ما، وبوسعها حذف عناصر أو إضافتها أو استبدالها٣.


١ انظر: أضواء على الدراسات، لنايف خرما ٢٩٥
٢ انظر: Micropaedia Vll ٦٦٧-٦٦٨.
٣ انظر: Bornstein An lntroduction.

<<  <   >  >>