للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصلية في بعض الكلمات، والشين في بعضها. والشين العربية نشأت من الشين الجنبية أو الشجرية١".

هذا، ولم تبق أصوات ما بين الأسنان الثلاثة: الثاء والذال والظاء "وهي التي تتطلب إخراج اللسان بين الأسنان" إلا في العربية الشمالية والجنوبية:

ونظرية السهولة والتيسير، واختصار الجهد العضلي، هي التي تفترض أصالة هذه الأصوات الثلاثة في السامية الأولى؛ لأن تعليل تطورها إلى غيرها، أسهل من تعليل تطورها من غيرها. وأمامنا اللهجات العربية الحديثة، تطورت فيها هذه الأصوات، إلى أصوات خلف الأسنان، كما حدث في اللغات السامية الأخرى تماما.

حقا يوجد في العبرية والآرامية نطق الثاء والذال، غير أن ذلك فيهما فرع لفونيمي التاء والدال، في ظروف صوتية معينة، وهي أن يقع واحد منهما بعد حركة في مقطعه؛ فاختلاف النطق هنا لا يترتب عليه اختلاف المعنى. وهذا التطور حادث متأخر في العبرية والآرامية؛ إذ تخضع أصوات "بجد كيت" فيهما للسياق الصوتي، فهي انفجارية "كما هو الأصل فيها" إذا وقعت في أول الكلمة أو بعد سكون، فإذا وقعت بعد حركة تحولت إلى نطق احتكاكي: ف غ ذ خ ف ث


١ التطور النحوي ٢٤.

<<  <   >  >>