للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الرئتين إلى الخارج، دون تدخل يذكر، تماما كما يحدث عند الزفير. وقد قال بضرورة الجهر في الحركات، حتى تكون الحركة صوتا مسموعا، ولا تكون مجرد زفير. ولكن شرط جونز هذا لا مبرر له، فنحن في دراسة الأصوات دراسة وصفية نصف الواقع، فلو أن هناك حركة مهموسة، تقوم بوظيفة في الكلمة، فإنه يجب أن ندخلها في حسابنا، سواء أشبهت الزفير أو لم تشبهه. وفي اللهجة المصرية مثلا، يمكن مقارنة الكلمة: "سك" بمعنى أقفل، والكلمة: "مقاسك"، وسنلاحظ أن فتحة السين في: "مقاسك" مهموسة، بينما هي في: "سك" مجهورة، وما دام هذا الفرق واقعيا، فلا بد للواصف من اعتباره، والقول حينئذ بوجود فتحة مهموسة"١.

وتتحدد أنواع الحركات، بحركة مقدمة اللسان نحو سقف الحنك، أو حركة مؤخرة اللسان نحو سقف الحنك كذلك، فإن كان اللسان مستويا في قاع الفم، مع انحراف قليل في أقصاه نحو أقصى الحنك، وتركت الهواء ينطلق من الرئتين، ويهز الأوتار اصوتية وهو مار بها، نتج عن ذلك صوت الفتحة "a" فإذا تركت مقدمة اللسان تصعد نحو وسط الحنك الأعلى بحيث يكون الفراغ بينهما كافيا لمرور الهواء، دون أن يحدث في مروره بهذا الوضع أي نحو من الاحتكاك والحفيف، وجعلت الأوتار الصوتية تهتز مع ذلك، نتج صوت الكسرة الخالصة "i"، ولو صعدت مقدمة اللسان أكثر من ذلك، نحو وسط الحنك، بحيث يحدث احتكاك للهواء المار بهذا الموضع، نتج عن ذلك صوت "الياء"، ولذلك يعد علماء الأصوات "الياء" صوتا شبيها بالحركة "Semivowel"، وذلك لأن وضع مقدمة اللسان مع "الياء" أقرب إلى سقف الحنك، من وضعها مع الكسرة، والفراغ بينهما أقل، بحيث يسمح


١ أصوات اللغة ١٧٦.

<<  <   >  >>