للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الماجريات الدولية]

ليس من السهل في حقيقة الأمر أن يفصل الباحث فصلًا تامًّا بين الماجريات الدبلوماسية، والماجريات الدولية، فكل من هذين النوعين من الماجريات إنما يقوم على السياسة الخارجية للحكومة, بوصفها ذات مصالح وعلاقات خاصة بالدولة الأخرى، أو بعبارةٍ أخرى: بوصفها عضوًا من أعضاء الأسرة الدولية في العالم أجمع.

غير أن الفرق الأوحد بين النوعين: أن الأول -وهو الدبلوماسي- أضيق نطاقًا من الثاني، وهو الدوليّ، فكل دولة -كما سبقت الإشارة إلى ذلك- تدور في فلك دول أخرى قريبة منها في الاتجاه السياسيّ، أو تدور هذه الدول معها في هذا الفلك السياسيّ، فحيث تعقد المؤتمرات بين رؤساء هذه الدول المتشابهة في السياسة, أو بين وزراء الخارجية فيها؛ فهذا هو الماجري الدبلوماسيّ، وحيث تعقد الاجتماعات الدولية الكبيرة التي تشترك فيها الدول بصفةٍ عامةٍ، فتلك هي الماجريات الدولية, ومع هذا وذاك, لا يزال الفصل بين النوعين فصلًا تامًّا في غير مقدور البحث العلميّ إلى يومنا هذا.

ففي الوقت الذي تكتسب فيه هذا الكتاب, حضرت إلى مصر لجنةٌ خماسيةٌ يرأسها المستر "روبرت مانزيس R. Menzis" رئيس الوزارة الاسترالية، وكذلك في أوائل شهر سبتمبر سنة ١٩٥٦، وقد جاءت هذه اللجنة لتفاوض رئيس الجمهورية العربية المتحدة في أمر " تدويل قناة السويس"، وقبلت مصر المفاوضة، ولكن على غير هذا المبدأ؛ لأن مصر كانت قد فرغت من تأميم القناة، وبقيت مصممة على موقفها هذا إلى اليوم.

<<  <   >  >>