للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخاتمة: مستقبل التحرير الصحفيّ في مصر

إذا أردنا أن نتكلم عن مستقبل فنٍّ من الفنون، أو علمٍ من العلوم, فلا غنى لنا عن معرفة شيء عن ماضي هذا الفن أو العلم، ثم شيء عن حاضر هذا الفن أو العلم، وعلى أساس من الماضي والحاضر نستطيع أن نتكهن -إلى حد ما- بالمستقبل.

ونظرة عاجلة إلى صحافتنا المصرية منذ نشأتها إلى اليوم, ترينا أن هذه الصحافة مرت بخمس مراحل، ولا بأس من أن نقف لحظةً واحدةً عند كل مرحلة منها على حدة.

المرحلة الأولى:

وهي المرحلة التي بدأت بولاية محمد علي على مصر، واستمرت إلى قرب ولاية إسماعيل، ولقد ظهر من كبار الصحفيين في تلك الفترة: رفاعة الطهطاوي في صحيفة "الوقائع المصرية" ومجلة "روضة المدارس"، وعبد الله أبو السعود في صحيفة "وادي النيل", ومحمد أنسي في صحيفة "روضة الأخبار", وعثمان جلال في صحيفة "نزهة الأفكار"، وميخائيل عبد السيد في صحيفة "الوطن"، وسليم وبشارة تقلا في صحيفة "الأهرام". ولقد اعتدنا في دراستنا لهؤلاء أن نطلق عليهم اسم: "المدرسة الصحفية الأولى".

ووجدنا لهذه المدرسة أسلوبًا في التحرير, يوصف في مجموعه بالهبوط عن كلٍّ من المستوى الأدبيّ، والمستوى الصحفيّ في وقت واحد معًا، والسبب في ذلك أن المدرسة الأولى في مصر, إنما ورثت عن الأجيال الأدبية السابقة

<<  <   >  >>