للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- الكتابة في العصر الأموي:

وإذا انتقلنا إلى عصر بني أمية وجدنا الكتاب ترقى رقيا عظيما، فقد جد كثير من المشكلات، وتعقدت الحياة من الجميع أطرافها المادية والسياسية والعقلية، إذ تحضر العرب، وأخذوا يستعيرون كثيرًا من النظم الأجنبية، ومواد الثقافات لدى الأمم المفتوحة.

ونستطيع أن نميز ثلاثة جداول مهمة كانت تمد الحياة العربية في العصر الأموي، وهي جدول جاهلي يتمثل في الشعر والأيام، وتقاليد الجاهليين، وأقبل كثير من العلماء على هذا الجدول يعبون منه، مما هيأ لتسجيل الحياة الجاهلية، وجدول إسلامي يتمثل في تاريخ الإسلام وخطوبه، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغزاوته وأحاديثه، وسيرة الخلفاء الراشدين وفتوحاتهم، ثم ما كان من أحزاب سياسية، وما لكل حزب من آراء في السياسة والحكم، وجدول أجنبي يتمثل في معرفة شئون الأمم المفتوحة، ونظمها السياسية والاجتماعية والاستعارة منها حسب الحاجة، ولعل أول ما كان من هذه الاستعارة اتخاذ عمر لديون العطاء، أو ديوان الجيش١، وقد خلفه جيل كانت استعارته أقوى وأكبر، ونستطيع أن نرمز لصنيع هذا الجيل بما كان من اتخاذ، معاوية لدواوين الخراج والخاتم والرسل٢، ثم بما كان من تأليف زياد بن أبيه لكتاب في


١ الوزراء والكتاب للجهشياري "طبعة الحلبي" ص١٧.
٢ نفس المصدر ص٢٤.

<<  <   >  >>