للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[لا يتنيون وسكسونيون: بين العقاد وطه حسين]

...

لاتينيون وسكسونيون: بين العقاد وطه حسين

هذه معركة تمثل صراع الثقافتين الفرنسية والإنجليزية في مصر. قامت بين زعيمي المدرستين في مصر. بدأت عندما أصدر أنطون الجميل كتابه عن "شوقي" فنقده "العقاد" في النقد على طريقة الصالونات ولا تتحدث عن العيوب والأخطار إلا في إيماء وتورية ولباقة وإن النقد اللاتيني يؤثر الظواهر ويبيع النكت على حين يعنى النقاد السكسونيين ببساطة الطبيعة بالرجل ومن حيث هو رجل. ورد الدكتور طه فقال: إن العقاد أراد أن يرضي أنطون الجميل ويهاجم شوقي والمعروف أن العقاد له رأي في شوقي وشعره فقال هذا الكلام وأن الثقافة اللاتينية براء مما اتهمها به وأن العقاد ظلم الثقافة اللاتينية والنقد اللاتيني ولا شك أن هذه المعركة تمثل بوضوح صراع الثقافتين الفرنسية والإنجليزية في مصر.

١- العقاد: شوقي أو أسلوبان في النقد ١:

لا بأس أن نطلق حكمًا عامًا على مدرستين كبيرتين ضمن مدارس النقد الأدبي الحديث في البلاد العربية وهما مدرسة اللاتين وشعارها عندنا "الأناقة" ومدرسة السكسون وشعارها عندنا "البساطة" أو "الفطرة".

ولكل منها أنصار وأتباع بين كتاب العربية يمثلونها من حيث يشعرون أو لا يشعرون.

تقرأ الناقد الفرنسي فكأنما تتخيل أمامك ظريفا باريسيا يقدم رجلا من معارفه إلى الصالون أو جماعة من جماعات الأندية، فهو في وصفه لهم يعرفهم قيمته "العرفية" ولا يعنى كثيرًا بتعريف قيمته المعنية أو هو يعرفهم قيمته على حساب الأوضاع والمراسيم الجارية ولا يلتفت إلى ما وراء ذلك من القيم الخفية التي لا يعنى بها في المجالس والعلاقات الاجتماعية.


١ عباس محمود العقاد: الجهاد ١٦ يناير ١٩٣٣.

<<  <   >  >>