للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أسلوب الكتابة: معركبة بين شكيب أرسلان وخليل سكاكيني]

...

أسلوب الكتابة؛ معركة بين شكيب أرسلان وخليل سكاكيني:

هذه معركة أخرى بين شكيب أرسلان وخليل سكاكيني، تمثل وجهتي نظر مختلفتين، شكيب أرسلان يؤمن بالأسلوب البليغ ويرى خليل سكاكيني أن المعنى يمكن أن يؤدى بالأسلوب البسيط التلغرافي، متأثرا في ذلك بآراء سلامة موسى في مصر، خليل سكاكيني من كتاب فلسطين. والأمير شكيب أرسلان كاتب العرب اللبناني الأصل المغترب المقيم في سويسرا إذ ذاك يحمل لواء حماية اللغة العربية ويقاوم مع مصطفى صادق الرافعي في مصر كل نزعة إلى مهاجمة اللغة العربية إيمانا منه أن هذا الهجوم موجه إلى القيم والأمجاد والتراث العربي كله.

لغة الجرائد، خليل سكاكيني ١:

لعل القارئ الكريم يذكر أن علامتنا المرحوم الشيخ إبراهيم اليازجي صاحب مجلة الضياء كان أول من تصدى للتنبيه على هذا النوع من الغلط فأنشأ لذلك الفصول الطوال في مجلته في لغة الجرائد وفصولا أخرى في أغلاط العرب وأغلاط المولدين مما يجدر بكل أديب الرجوع إليه والاستبصار به.

ومن العجيب أن نرى الأغلاط التي نبه عليها لا تزال متفشية إلى اليوم "أورد نماذج من هذه العبارات".

يقولون أن اللغة مرآة الأمة وسجل تاريخها وصورة أحوالها في كل أدوارها بحيث أن من تفقد ألفاظها وتدبر معانيها واستقصى تاريخها وجد فيها آثارا تدل على ماضي الأمة وتطورها من حال إلى حال كما تدل الأحافير والعاديات على حالة الأمم الغابرة، ولكنا ما لنا لا نزال نستعمل لغة البداوة وقد انفسخ بيننا وبينها الأمد وانقطعت كل صلة، وإذا تفقد الناس في


١ السياسة ٢ ديسمبر ١٩٢٣.

<<  <   >  >>