للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-٢-

[الفصل الثاني: مقومات الأدب العربي]

معركة بين زكي مبارك وأحمد أمين:

كتب أحمد أمين مجموعة مقالات في مجلة الثقافة تحت عنوان "جناية الأدب الجاهلي على الأدب العربي" ٩ و٢٣ مايو ١٩٣٩ و٤ يونيه ١٩٣٩ و٤ و١٥ أغسطس ١٩٣٩ ثم كتب تحت عنوان "أدب الروح وأدب المعدة" مقالا في ٦ يونيه ١٩٣٩.

وفي ١٢ يونيه ١٩٣٩ فاجئت مجلة الرسالة قرائها باستهلال لسلسلة من المقالات العنيفة في الرد على أحمد أمين بقلم الدكتور زكي مبارك تحت عنوان "جناية أحمد أمين على الأدب العربي" وقد اتصلت هذه المقالات حتى ١٣ نوفمبر ١٩٣٩ أي أنها استمرت ستة شهور وبلغت ٢٢ مقالة.

ولم يشترك أحمد أمين في المعركة على نحو سافر مما يمكن معه أنه يطلق على هذا السجال اسم معركة وأن اشترك فيها بعض الباحثين أمثال عبد الوهاب عزام وعبد المتعال الصعيدي.

ولا شك أن هذه المعركة تمثل جانبا هاما من جوانب حياتنا الفكرية ذلك هو اختلاف المدرسة الحديثة على نفسها ووقوف أحمد أمين الأزهري الذي لم يدرس في الجامعات الأوروبية موقف التطرف في ترديد آراء المستشرقين ودعاة التغريب بينما وقف زكي مبارك خريج السربون موقف الاعتدال والدفاع عن تراثنا ومقدراتنا ويمكن القول أن زكي مبارك بالرغم من عنفه كان يصدر عن نفس نقية من الخصومة الشخصية. قال:

"أقسم أني أهجم على هذا الرجل وأنا كاره لما أصنع، فأحمد أمين رجل محترم وقد وصل بكفاحه إلى منزلة عالية في الحياة وأنا قد ضيعت جميع أصدقائي بفضل جرائر النقد الأدبي. وكنت أحب أن أداوي ما جرح قلمي لأنجو من الدسائس التي تعترضني في جميع الميادين".

ثم يقول: "إن أحمد أمين لم يوجه إلي أية إساءة، وربما جاز أن يقال: إنه لم يؤذ أحدًا من معاصريه، ولكن أحمد أمين الذي كف شره عن الأفراد وجه شره إلى التاريخ، فهو يدرس ماضي اللغة العربية بلا تحرز ولا رفق ولو تركناه شهرين اثنين يؤرخ الأدب على هواه لجعل الأمة العربية أضحوكة بين العالمين".

<<  <   >  >>