للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماهية إلا برباط مخلخل١. كذلك الحال في بعض اللغات الأمريكية كالجرينلندية حيث يعجز الإنسان عن تقسيم الجملة فيها إلى أقسام وحيث يغلب الاتجاه فيها إلى عد كلمات بقدر الجمل وجمل بقدر الكلمات٢.

أما اللغات السامية واللغات واللغات الهندية الأوربية القديمة كالسنسكريتية أو الفيدية أو الإغريقية القديمة فللكلمة فيها استقلال مطلق يظهر في كثير من المعاملات الصوتية التي تميزها، مثل معاملتها من جهة الأجزاء الأخيرة، أو مثل ذلك التوازن الدقيق الذي للنبر فالكلمة تحمل في نفسها علامة استعمالها والتعبير عن قيمتها الصرفية، فهي على درجة من الامتلاء لا تحتاج معها إلى مزيد. والكلمة الصينية يمكن تحديدها دون عناء أيضا لأسباب أخرى غير السابقة، ولكنها إذا نزعت من النص التي هي فيه فقدت كل قيمتها التعبيرية ولم يبق فيها إلا معنى غامض مجرد لا يمكن إرجاعه إلى أي استعمال.

ليس للكلمة إذن حد عام يمكن تطبيقه على كل اللغات، اللهم إلا إذا كان هذا الذي يقترحه الأستاذ مييه، وهو يترك الصورة التي يعتبر بها عن الاستعمال النحوي للكلمة: "تنتج الكلمة من ارتباط معنى ما بمجموع ما من الأصوات قابل لأن يستعمل استعمالا نحويا ما"٣.


١ جونيو، رقم ٧٣، ص٣٤ و٣٥.
٢ فنك Finck رقم ١٦١، ص٣١.
٣ رقم ١٠، ١٩١٣، ص١١.

<<  <   >  >>