للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رمزا تجريديا ذا صبغة عامة، إذ إنه يطبق على أنواع الجملة الاستفهامية كلها دون تمييز, وذلك هو رمز الاستفهام الوحيد الذي كانت اللغة الفرنسية في حاجة إليه.

وقد رأينا كيف وصلت إلى خلقه وبأي قدر من المهارة المرنة الملحة قد خلقته.

ولم يكن في الفرنسية تقاليد كتابية، ولو لم تكن اللغة تتلقى وتكتب اليوم على نحو ما يفعل بلغة قوم متبربرين، ما أتيح لنا أن نرى الأداة ti تفصل عن الفعل الذي يسبقها. ولصرنا نكتب كلا من العبارتين: j.htm'aime-ti "هل أحب" و j'aime-ti pas "ألست أحب" في كلمة واحدة هكذا Jemti "جِمَتِي" jemtipa "جَِمْتيبا" ولاعتبرت أداة الاستفهام وكذلك أداة النفي عنصري بناء أي لاحقتين على قدم المساواة مع اللواحق وعلامات الإعراب في الإغريقية واللاتينية. ولفقدنا كل وسيلة للكشف عن أصل ti "تي" أو pa "با"، ولاعتبرناهما أداتين نحويتين مجردتين من كل معنى ذاتي.

ولعل الإعراب في الهندية الأوربية والسامية إنما نشأ من إلصاق عناصر مستقلة التكوين إلى الأصل، وهي عناصر كانت تحوم حوله ثم التحمت به على مرور الزمن١. ولكنها نجهل نقطة البدء التي تصدرت عنها. ولعله من العبث أن نحاول البحث عن الصيغة والدلالة البدائيتين لعلامة الإسناد في المتكلم الجمع أو مفعول الأداة، أو عن لاحقة الفعل الدال على الابتداء فالاستمرار أو الاسم المجرد. ولكن يمكن التأكيد بأن هذه العناصر التصريفية نتجت من امتداد قياسي لكلمات قديمة مستقلة، بعد أن شوهت تشويها قليلا أو كثيرا، ونزلت إلى حد الاقتصار على أداء دور الأدوات النحوية. فالنظم الصرفية لا تتجدد بغير هذه الوسيلة.


١ انظر خاصة هرت Hirt رقم ٣٠، مجلد ١٧، ص٣٦ وما يليها، وكذلك هـ. أورتي H. oertei وا. ف. موريس E.F. morris في:
A'm examination of the theories regarding the nature and origin of Info-European inflexion.
"رقم ٢٢، مجلد ١٦، ص٦٣-١٢٢".

<<  <   >  >>