للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني: اللهجات واللغات الخاصة ١:

يمكننا دائما أن نحدد لغة ما من الوجهة المكانية بمقابلتها بلغات من فصيلة مختلفة. فنحن نعرف حدود الفرنسية في الأماكن التي ترتطم فيها بالألمانية أو بالبسكية أو بالبريتانية، هذه الحدود يمكن رسمها ما بين قرية وقرية، بل في داخل القرية نفسها، كثيرا ما يفصل بين اللغتين واد من الوديان أو جدول ماء أو مجرد شارع. فيمكننا إذن أن نتكلم عن لغة فرنسية أو ألمانية أو إيطالية أو مجرية أو صربية. كل هذه اللغات يتعارض بعضها مع بعض وتجدد بعضها بعضا على وجه الدقة.

ولكنا نعاني بعض الصعوبة إذا حاولنا أن نرسم حدودا بين الفرنسية والبروفنسالية أو بين الألمانية العليا والألمانية السفلى أو بين الصربية والبلغارية. لأننا هنا لم نعد أمام لغتين من أصلين مختلفين وصلت بينهما مكانيا مصادفات التاريخ، بل أمام لغات منبعثة من أصل واحد وقد فرقت بينها ظروف تاريخية. فالانتقال بين إحداهما والأخرى انتقال غير محسوس، وليس هناك معارض جسيمة


١ عن مسألة اللهجات انظر أسكولي ASCOLI؛ L'ITALIA DIA LETTALE "اللهجات الإيطالية"، رقم ٤١، مجلد ٨، ص٩٩-١٢٠؛ ل. جوشا Gibt es: l'Gauchat Muandartgrenzen? "هل توجد حدود لهجية؟ ", رقم ٢٥ مجلد ١١١ ص٣٦٥-٤٠٣. "١٩٠٤"؛ تابولت Tappolet: "في أهمية الجغرافيا اللغوية" نشر في Festschrift Morf ص٣٨٥ وما يليها؛ ي: هوبر J. Huber: "الجغرافيا اللغوية" رقم ٣، مجلد١، ص٨٩ وما يليها، وانظر خاصة مؤلفات الأساتذة جيليرون وبابرج وترنشيه.
أما عن "اللغات الخاصة" عامة فانظر لاش Lasch: نشرات جمعية علم الإنسان بفينا "Mitteilungen der anthrop, Gesellschaft", فينا "١٩٠٧"، فان جنيب Van Gennep رقم ١٤ "١٩٠٨" مجلد ١، ص٣٢٧، رقم ٧٤.

<<  <   >  >>