للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المجلد الثاني]

[مقدمات]

[مقدمة الطبعة الأولى]

...

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

[مقدمة الطبعة الأولى]

إن الحقبة التي نؤرخ لها في هذا الجزء من كتاب "الأدب الحديث" حقبة غنية بمن ظهر فيها من الأدباء والكتاب والشعراء، وفيها عظم اتصال الشرق بالغرب، وكثر النقل والتعريب من الأدب الغربي نثرًا وشعرًا. وزادت المدارس الأجنبية على اختلاف لغاتها بمصر، وعظم نفوذ الإنجليز بها إبان الاحتلال، وفرضوا لغتهم على المدارس فحذقها التلاميذ، وعرفوا كثيرًا من آثارها الأدبية.

وأتت نهضة مصر في القرن التاسع عشر بعض ثمارها الشهية، فكثر المطبوع والمقروء من الأدب العربي، وتنبه الناس بمصر إلى أن ثمة آدابًا أرقى معًا عرفوا في مستهل ذلك القرن. وقد ضرب البارودي نموذجًا حيًّا قويًّا بمحاكاته لأساليب فحول شعراء العربية. ونهض جمال الدين الأفغاني وتلاميذه: محمد عبده، وسعد زغلول، وعبد الله نديم، واللقاني، والمويلحي بالنثر نهضة قوية، وحرروه من قيوده التي كبل بها طويلًا، وسخروه لخدمة المجتمع المصري.

وأذكى الاحتلال الإنجليزي، وما جلبه من ذله وبغي نار الحماسة الوطنية في قلوب الصفوة الممتازة من أبناء الأمة، فشنوها حربًا شعواء لا هوادة فيها على المستعر الغاصب، وكان عمادهم الخطابة الصريحة الجريئة، والكتابة الملتهبة القوية، يقودهم مصطفى كامل، ومحمد فريد، وعبد العزيز جاويش، وعلي يوسف، وأضرابهم، على المنابر تارة، وفي الصحف تارة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>