للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المظهر الثقافي]

صاحب النشاط السياسي في مصر والشعور بوجوب التحرر من ربقة الاحتلال اهتمام بالغ بالنهضة الثقافية، حتى تستطيع الأمة أن تجاري ركب الحضارة، وأن تحسن إدارة شئونها الداخلية والخارجية، وقد أشرنا إلى هذا الاهتمام في آخر الفقرة الأولى١، وكان أول مظاهره إنشاء الجامعة المصرية بعد أن دعا إليها مصطفى كامل أكثر من مرة ولبى دعوته مصطفى كامل الغمراوي، وعمل على أن يخرج هذا المشروع إلى نور الشمس، ويصير حقيقة واقعة، ولكي تخرج الجامعة الأمة من سباتها، وتبث فيها الحياة، فتستطيع مغالبة الغاصب، وتخليص البلاد من براثنه، وكان أول اجتماع لتحقيق الجامعة في ١٢ من أكتوبر ١٩٠٦، واختير "الأمير" أحمد فؤاد "الملك فؤاد فيما بعد" رئيسًا لها، واشتدت حركة الاكتتاب لها، وتوجتها "الأميرة" فاطمة إسماعيل فحبست عليها ٦٦١ فدانًا؛ غير ما تبرعت به من حليها التي قدرت باثنين وعشرين ألفًا من الجنيهات، وفي سنة ١٩١٤ وضع الحجر الأساسي للجامعة بحضور الخديو عباس، ولم يكن


١ راجع ص٥٢ من هذا الكتاب وما بعدها.
٢ كان عدد المجتمعين نحو اثنين وعشرين رجلًا نذكر منهم: سعد زغلول، وقاسم أمين، ومحمد راسم، وحفني ناصف، وأخنوخ فانوس، وحنفي ناجي، وفتح الله بركات، وأحمد رمزي، وراجع أحمد رمزي بك في مقال عن الجامعة وتأسيسها الأهرام ١/ ٦/ ١٩٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>