للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدرسة المحليّ

هذه المدرسة على شاطىء النيل داخل صناعة التمر ظاهر مدينة مصر، أنشأها رئيس التجار برهان الدين إبراهيم بن عمر بن عليّ المحليّ ابن بنت العلامة شمس الدين محمد بن اللبان، وينتمي في نسبه إلى طلحة بن عبيد الله، أحد العشرة رضي الله عنهم، وجعل هذه المدرسة بجوار داره التي عمرها في مدّة سبع سنين، وأنفق في بنائها زيادة على خمسين ألف دينار، وجعل بجوارها مكتب سبيل، لكن لم يجعل بها مدرّسا ولا طلبة، وتوفي ثاني عشري ربيع الأوّل سنة ست وثمانمائة عن مال عظيم، أخذ منه السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق مائة ألف دينار، وكان مولده سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ولم يكن مشكور السيرة في الديانة، وله من المآثر تجديد جامع عمرو بن العاص، فإنه كان قد تداعى إلى السقوط، فقام بعمارته حتى عاد قريبا مما كان عليه، شكر الله له ذلك.

[المدرسة الفارقانية]

هذه المدرسة بابها شارع في سويقة حارة الوزيرية من القاهرة، فتحت في يوم الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ست وسبعين وستمائة، وبها درس للطائفة الشافعية، ودرس للطائفة الحنفية، أنشأها الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقانيّ السلاحدار، كان مملوكا للأمير نجم الدين أمير حاجب، ثم انتقل إلى الملك الظاهر بيبرس، فترقّى عنده في الخدم حتى صار أحد الأمراء الأكابر، وولاه الأستادارية، وناب عنه بديار مصر مدّة غيبته، وقدّمه على العساكر غير مرّة، وفتح له بلاد النوبة، وكان وسيما جسيما شجاعا مقداما حازما، صاحب دراية بالأمور وخبرة بالأحوال والتصرّفات، مدبرا للدول، كثير البرّ والصدقة، ولما مات الملك الظاهر وقام من بعده في ملك مصر ابنه الملك السعيد بركة قان، ولّاه نيابة السلطنة بديار مصر بعد موت الأمير بدر الدين بيلبك الخازندار، فأظهر الحزم وضم إليه طائفة منهم شمس الدين أقوش، وقطليجا الروميّ، وسيف الدين قليج البغداديّ، وسيف الدين بيجو البغداديّ، وسيف الدين شعبان أمير شكار، وبكتمر السلاحدار، وكانت الخاصكية تكرهه فاتفقوا مع مماليك بيلبك الخازندار على القبض عليه، وتحدّثوا مع الملك السعيد في ذلك، وما زالوا به حتى قبضوا عليه بمساعدة الأمير سيف الدين كوندك الساقي لهم، وكان قد ربي مع السعيد في المكتب، فلم يشعر وهو قاعد بباب القلة من القلعة إلّا وقد سحب وضرب ونتفت لحيته وجرّ، وقد ارتكب في إهانته أمر شنيع، إلى البرج فسجن به ليالي قليلة، أخرج منه ميتا في أثناء سنة ست وسبعين وستمائة، وجهل قبره.

[المدرسة المهذبية]

هذه المدرسة خارج باب زويلة من خط حارة حلب بجوار حمّام قماري، بناها

<<  <  ج: ص:  >  >>