للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ستارة سندس أخضر مذهبة، فأخرج عدل منها مكتوب عليه: مائة وثمانية وثمانون من جملة أعداد أعدال، فيها من المتاع، ووجد من الستور الحرير المنسوجة بالذهب على اختلاف ألوانها وأطوالها عدّة مئين تقارب الألف فيها: صور الدول وملوكها، والمشاهير فيها مكتوب على صورة كل واحد اسمه ومدّة أيامه وشرح حاله.

وأخرج من خزائن الفرش أربعة آلاف رزمة خسروانيّ مذهب في كل رزمة فرش مجلس ببسطه وتعاليقه، وسائر آلاته منسوجة في خيط واحد باقية على حالها لم تمس، وصار إلى فخر العرب مقطع من الحرير الأزرق التستريّ القرقوبيّ غريب الصنعة منسوج بالذهب، وسائر ألوان الحرير، كان المعز لدين الله أمر بعمله في سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة، فيه صورة أقاليم الأرض وجبالها، وبحارها، ومدنها، وأنهارها، ومسالكها شبه جغرافيا، وفيه صورة مكة والمدينة مبينة للناظر مكتوب على كل مدينة، وجبل وبلد ونهر، وبحر، وطريق اسمه بالذهب أو الفضة أو الحرير، وفي آخره مما أمر بعمله المعز لدين الله شوقا إلى حرم الله، وإشهارا لمعالم رسول الله في سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة، والنفقة عليه: اثنان وعشرون ألف دينار، وصار إلى تاج الملوك: بيت أرمنيّ أحمر منسوج بالذهب، عمل للمتوكل على الله لا مثل له ولا قيمة، وبساط خسروانيّ دفع إليه فيه ألف دينار، فامتنع من بيعه.

وقال ابن الطوير: خزانة الفرش، وهي قريبة من باب الملك يحضر إليها الخليفة من غير جلوس، ويطوف فيها ويستخبر عن أحوالها، ويأمر بإدامة الاستعمال، وكان من حقوقها استعمال السامان في أماكن خارجها بالقاهرة ومصر، ويعطي مستخدمها: خمسة عشر دينارا يعني يوم يطوف بها الخليفة.

[خزائن السلاح]

قال في كتاب الذخائر: فأما خزائن السيوف، والآلات، والسلاح فإنّ بعضها أخذ، وقسم بين العشرة الثائرين على المستنصر، وهم ناصر الدولة بن حمدان، وأخواه، وبلد كوس، وابن سبكتكين، وسلام عليك، وشاور بن حسين. حتى صار ذو الفقار: إلى تاج الملوك، وصمصامة عمرو بن معدي كرب، وسيف عبد الله بن وهب الراسيّ، وسيف كافور، وسيف المعز، وسيف أبي المعز إلى: الأعز بن سنان، ودرع المعز لدين الله، وكانت تساوي ألف دينار، وسيف الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام، ودرقة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وسيف جعفر الصادق رضي الله عنه، ومن الخود والدروع، والتخافيف، والسيوف المحلاة بالذهب، والفضة، والسيوف الحديدية، وصناديق النصول، وجعاب السهام الخلنج، وصناديق القسيّ، ورزم الرماح الزان الخطية، وشدات القسا الطوال والزرد والبيض مئين ألوف، وكان كل صنف منها مفردا عشرات ألوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>