للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تدفق البترول العربي إليه، وليتخلص من ظلموا اليهود منهم قديمة من عقدة الذنب تجاههم وليحولوا بين المسلمين وأن يتوحدوا ويكونوا قوة ثالثة في العالم.

ونخص من مواقف الدول الكبرى موقف أمريكا بالذات، فأمريكا التي تولت كبر هذه الأكذوبة وحملت ٩٩% من أوراق اللعبة كما قيل، تجابه اليوم موقفاً لا تحسد عليه: فقد صرح الرئيس الأمريكي كارتر بوجوب إيجاد وطن للفلسطينيين، وقد جاوز أعظم ساسة العرب تفاؤلاً إذ حدد قرار الأمم المتحدة الصادر عام ١٩٤٧ كأساس عادل لقسمة فلسطين بين العرب واليهود، وهذه الأقوال على كل حال تصطدم وتتناقض تماماً مع ما صرح به ساسة إسرائيل الآن.

وأما اليهود فقد وصلوا اليوم إلى الموقف الجلي الواضح الذي كانوا يخفونه قديماً وهو أنهم يطالبون بوطنهم الأصلي الذي منحهم الله إياه في التوراة والذي حققوه قديماً من الفرات إلى النيل، وقد أخرجوا منه ظلماً واليوم يحررونه من المعتدين!! ومناحيم بيغن (قاتل الأطفال والنساء) قد قال ذلك للعالم بكل صراحة ووضوح، وخلف هذا الزعيم الإسرائيلي جموع الشعب اليهودي الذي أعطاه ثقته في انتخابات عامة مع إعلانه لهذه الأهداف والغايات في حملته الانتخابية.

وأما الدول العربية فلها موقفان: الموقف الأول موقف الساسة بوجه عام وهم مع إعلانهم القبول بالحل السلمي الذي ارتضته الدول الكبرى ومازالت تضغط للوصول إليه إلا أنهم اليوم بين شقي الرحى الشق الأول الشعوب العربية التي لا ترضى في قرارة نفسها بغير التحرير الكامل لأرض فلسطين من دنس اليهود بديلاً، وبين الموقف اليهودي المستند إلى الواقع والمتمسك بكل شبر وصل إليه في حرب

<<  <   >  >>