للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* والذين ركضوا للصلح مع اليهود كان وما زال ظنهم قائماً أن اليهود دولة تابعة للسياسة الأمريكية وأنها لا تملك من أمر نفسها شيئاً وهذه خطيئة سياسية نبهنا إليها في مقال سابق بعنوان "لحساب من تعمل إسرائيل" وقدمنا بالأدلة أن إسرائيل دولة تعمل لحساب نفسها ولكنها تستطيع استغلال الأوضاع الدولية والتناقضات العالمية، بل وتخلق التناقضات التي تعمي الأبصار عن حقيقة نواياها وغاية سياستها، فالمقولة القائلة بأن إسرائيل هي طفل أمريكا المدلل وإن كل ما تريده أمريكا تنفذه إسرائيل هذه المقالة مقالة جاهلة يجب أن نكف عنها، وأن نتعامل مع إسرائيل على أنها لص حاذق وعميل ماهر يعمل لحساب نفسه ويستغل أيضاً الشعب الأمريكي الجاهل بحقيقة الأوضاع تماماً كما تستغل جهلنا وعجزنا وفرقتنا هنا.. وما إخراج رجل مثل كارتر من مزرعته في جورجيا وهو فلاح لا يعلم به أحد في بلده ولا خارجها وتهيئته ليكون رئيساً للولايات المتحدة إلا دليل واحد لنرى ما يمكن أن يعمله العمل الصهيوني المنظم في بلد كأمريكا، ولنتذكر فقط كيف كانت الدعاية الانتخابية لكارتر طافحة بوجود تأييد إسرائيل، وبأن معونة الرئيس فورد لها لم تكن كافية، ولنذكر الآن كيف أن كارتر لا يستطيع لو أراد أن يرجع عن وعوده السابقة، وكيف أنه قد فشل فشلاً ذريعاً في كل خططه الداخلية، ولم ينجح إلا فيما يوافق المصلحة اليهودية، كإحراج الروس فيما يسمى بحقوق الإنسان، ليضمن استمرار تدفق المهاجرين اليهود من روسيا إلى إسرائيل، وكذلك دفع مصر بوعوده الزائفة لتلتقي مع إسرائيل ثم تراجعه الذليل عن كل وعوده تقريباً، وها هو الرئيس الأمريكي كارتر الذي يعمل في الظاهر لإخراج الروس من أفريقيا والشرق الأوسط، يترك الصومال لتكون فريسة للنفوذ الروسي والكوبي الذي يدعم أثيوبيا لأن دعم الصومال العربي سيقوي

<<  <   >  >>