للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمزايدة والغوغائية والهوس الديني، هذا إذا أحسنَّا الظن بهم.

وفريق آخر لا يحسب للأسباب حساباً، ولا يقدر الواقع الذي نعيش فيه، ويظن أننا نعيش في فراغ وأن مجرد انتسابنا إلى الإيمان ورغبتنا في الخير أن ذلك كاف للوصول إلى أمانينا وتحقيق أحلامنا.. ومثل هؤلاء مثل الذين يحملون روحاً بلا جسد وأمنية بلا واقع، ومثل أولئك مثل الذين يحملون جسداً بلا روح ووسيلة بلا هدف ولا غاية.

* ولهذا السبب يحدث الشقاق كثيراً فبينما يرى أصحاب النظرة المادية فقط أننا لا نملك من الوسائل ما نستطيع أن نقف به على أقدامنا ولا نملك من السلاح ما نستطيع أن نشهره في وجوه أعدائنا، يرى الآخرون أننا نستطيع أن نسمع الدنيا كلها أصواتنا، بل ونستطيع أن نخضعها لسيادتنا وسلطاننا.

* وإذا تعمق الخلاف بين الفريقين اتهم الماديون مخالفيهم بالسير في ركاب الاستعمار، والتمسح في الدين من أجل السيادة والحكم، واتهم الآخرون أهل السيادة بالسير في ركاب الأعداء، والتشبث بالكراسي وتضليل الأمة عن أهدافها ودفعها إلى الذل والهوان خدمة لأعدائها.

* والحق أننا في حاجة إلى سياسة إسلامية خلقية تعتمد الوسيلة المناسبة للموقف المناسب، ونملأ الأمة بروح الإيمان الذي يحيي شبابها، ويفتق وعيها، ويدفعها إلى البذل والتضحية نحن في حاجة إلى جسم سليم وروح سليم.. أيضاً.. إلى جيش مدرب جيد الإعداد يحمل روحاً وثابة وخلقاً كاملاً وإيماناً حقيقياً، وهذه الروح هي التي ستحول الوسيلة في أيدينا، وإن قلت عن وسائل الأعداد إلى

<<  <   >  >>