للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفلسطيني وحرب اليهود وتحقيق النصر عليها، باختصار مشاكلنا السياسية كلها مرتبطة بوضعنا مع اليهود وستظل هذه المشاكل السياسية ما بقي اليهود في هذه الأرض وسيكون البيان الأول في كل ثورة وانقلاب في المستقبل متضمناً حرب اليهود وإخراجهم من فلسطين.. وكذلك الأمر في مشاكلنا النفسية فالآثار النفسية التي أحدثتها الهزائم المتكررة أمام اليهود ماثلة دائماً أمام أعيننا، والانفصام النفسي بين الشعوب والحكام لا يحدثه إلا التهاون في هذه القضية، والشعوب العربية تتقبل ظلم الحكام وبطشهم وتجويعهم ولا تتقبل ولن تتقبل سكوتهم عن بقاء اليهود في فلسطين.

هذه جوانب سريعة توضح إلى أي مدى تؤثر المشكلة اليهودية على حياتنا الاقتصادية والسياسية والنفسية.

* ولأن هذه المشاكل بهذا الحجم والتأثير لا أقول على نواح من حياتنا فقط، بل على وجودنا وبقائنا في هذه الأرض، فنحن الآن مع اليهود على مفترق الطرق: فإما إلى الخلوص من هذه المشاكل بإقرار اليهود في فلسطين، وإبرام صك الشرعية اليهودية لهم في هذه الأرض وقد ذكرنا في مقالات كثيرة ماذا يعني هذا وباختصار لا يعني هذا إلا نهاية لهذه الأمة وإدخالها في نير الاستعباد ما بقيت.. ويأبى الله والمؤمنون ذلك، وأما مواصلة السعي في طريق إزالة هذه الجرثومة الخبيثة والمرض الفتاك وهنا لابد من وقفة وسؤال كيف يمكن ذلك والمشاهد أنه في خلال ربع قرن تتعاظم قوة اليهود بإزاء قوتنا ولولا أن الله قدر لنا قوة ما سعينا إليها ولا حسبنا لها حساباً وهي قوة النفط لكان اليهود معنا اليوم في شأن آخر؟.

والجواب أن تعاظم قوة اليهود كان مردها في كل الأحوال إلينا لا إلى اليهود، فإسرائيل وهم صنعناه بأيدينا، وثبتناه بأخطائنا، وبخيانة الخائنين منا، هذا نقوله أولاً قبل

<<  <   >  >>