للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا، وهي للمؤمنين في الآخرة، ولهذا كان العلماء يجعلون اتخاذ الحرير وأواني الذهب والفضة تشبها بالكفار.

ففي الصحيحين عن أبي عثمان النهدي (١) قال: «كتب إلينا عمر رضي الله عنه ونحن بأذربيجان، مع عتبة بن فرقد: يا عتبة إنه ليس من كد أبيك، ولا من كد أمك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك، وإياكم (٢) والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير، وقال: " إلا هكذا " - ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأصبعيه (٣) الوسطى والسبابة وضمهما» (٤) .

وروى أبو بكر الخلال، بإسناد عن محمد بن سيرين، أن حذيفة بن اليمان أتى بيتا، فرأى فيه حارستان (٥) فيه أباريق الصفر والرصاص، فلم يدخله، وقال: " من تشبه بقوم فهو منهم " (٦) . وفي لفظ آخر: (فرأى شيئا من زي العجم


(١) في (ب) : المهندي. والمطبوعة: الهندي. والصحيح كما هو مثبت، وهو: عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي النهدي، أبو عثمان، أسلم وصدق، ولم ير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وثقة ابن المديني وأبو حاتم والنسائي، من العباد الصالحين، توفي سنة (١٠٠هـ) وعمره أكثر من (١٣٠) سنة، انظر: خلاصة تهذيب الكمال (ص ٢٣٥) .
(٢) في المطبوعة: وإياك.
(٣) في (أط) : أصبعيه.
(٤) هذا لفظ مسلم وفيه زيادة: " إنه ليس من كدك ". صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب. . إلى قوله: والحرير على الرجال. . تابع الحديث رقم (٢٠٦٩) ، الرقم الخاص بالحديث (١٢) ، (٣ / ١٦٤٢) ، أخرجه البخاري مختصرا، كتاب اللباس، باب لبس الحرير للرجال، حديث رقم (٥٨٣٠) من فتح الباري، (١٠ / ٢٨٤) .
(٥) في (ج د) والمطبوعة: حادثتين.
(٦) يظهر أن هذا جاء في كتاب الجامع للخلال، ولم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>