للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح " (١) .

وهذا يقتضي أن إسماعيل وذريته صفوة ولد إبراهيم، فيقتضي أنهم أفضل من ولد إسحاق، ومعلوم أن ولد إسحاق الذين هم بنو إسرائيل أفضل العجم؛ لما فيهم من النبوة والكتاب، فمتى ثبت الفضل على هؤلاء، فعلى غيرهم بطريق الأولى، وهذا جيد، إلا أن يقال: الحديث يقتضي: أن (٢) إسماعيل هو المصطفى من ولد إبراهيم، وأن بني كنانة هم المصطفون من ولد إسماعيل، وليس فيه ما يقتضي أن ولد إسماعيل أيضا مصطفون على غيرهم، إذا كان أبوهم مصطفى، وبعضهم مصطفى على بعض.

فيقال: لو لم يكن هذا مقصودا في الحديث؛ لم يكن لذكر اصطفاء إسماعيل فائدة إذا كان اصطفاؤه (٣) لم يدل على اصطفاء (٤) ذريته، إذ يكون على هذا التقدير (٥) لا فرق بين ذكر إسماعيل وذكر إسحاق.

ثم هذا - منضما إلى بقية الأحاديث - دليل على أن المعنى في جميعها واحد.

واعلم أن الأحاديث في فضل قريش، ثم في فضل بني هاشم فيها كثرة، وليس هذا موضعها، وهي تدل أيضا على ذلك، إذ نسبة قريش إلى العرب كنسبة العرب إلى الناس، وهكذا جاءت الشريعة كما سنومئ إلى بعضه (٦) .


(١) كلمة حسن من النسخة (ج) فقط، حيث سقطت في بقية النسخ. وفي الترمذي كما أثبته من (ج) : (حديث حسن صحيح) . انظر: سنن الترمذي (٥ / ٥٨٣) .
(٢) من هنا: (أن) ، إلى قوله: (أيضا مصطفون) ، مكرر في (أ) ، سطر ونصف تقريبا.
(٣) اصطفاؤه: سقطت من المطبوعة.
(٤) في المطبوعة: اصطفائه.
(٥) في (أ) : هذا على التقدير.
(٦) انظر: الصفحات التالية حتى (ص ٤٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>