للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه (١) شيخه، والجوهري وأبو إسحاق السبيعي أشهر من أن يثنى عليهما، وأوس بن ضمعج ثقة روى له مسلم.

وقد أخبر سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العرب، فإما إنشاء وإما إخبارا، فإنشاؤه صلى الله عليه وسلم: حكم لازم، وخبره: حديث صادق.

وتمام الحديث قد روي عن سلمان من غير هذا الوجه، رواه الثوري عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي (٢) عن سلمان الفارسي أنه قال: " فضلتمونا يا معاشر (٣) العرب باثنتين، لا نؤمكم (٤) ولا ننكح نساءكم " رواه محمد بن أبي عمر العدني (٥) وسعيد (٦) في سننه، وغيرهما.

وهذا مما احتج به أكثر الفقهاء الذين جعلوا العربية من الكفاءة بالنسبة إلى العجمي، واحتج به أحمد في إحدى الروايتين على أن الكفاءة ليست حقا لواحد معين، بل هي من الحقوق المطلقة في النكاح، حتى إنه يفرق بينهما عند عدمها.


(١) في (ط) : وقد أثنى على شيخه، وهذا بعيد.
(٢) قيل: اسمه سلمة بن معاوية، وقيل: معاوية بن سلمة، وقيل: غير ذلك، وإنما اشتهر بأبي ليلى الكندي، الكوفي، قال ابن حجر في التقريب: "ثقة، من الثانية".
انظر: تقريب التهذيب (٢ / ٤٦٧) ، (ت ٧) ل من الكنى.
(٣) في (ط) : يا معشر.
(٤) في المطبوعة زاد: في الصلاة.
(٥) هو: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، نزيل مكة، ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه قوله فيه: "كان رجلا صالحا وكان به غفلة"، إلى أن قال: "وهو صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وكان لازم ابن عيينة وصنف المسند، أخرج له مسلم والنسائي وغيرهما، توفي سنة (٢٤٣ هـ) . انظر: الجرح والتعديل (٨ / ١٢٤ - ١٢٥) ، (ت ٥٦٠) . وانظر: شذرات الذهب (٢ / ١٠٤) . وانظر: تهذيب التهذيب (٩ / ٥١٨ - ٥٢٠) ، (ت ٨٤٧) .
(٦) هو ابن منصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>