للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجه الاختلاف أن هذا قد دخل في عموم قوله عز وجل {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة: ٥] (١) وفي عموم قوله {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [المائدة: ٣] (٢) ؛ لأن هذه الآية تعم كل ما نطق به لغير الله. يقال: أهللت بكذا، إذا تكلمت به (٣) وإن كان أصله الكلام الرفيع، فإن الحكم لا يختلف برفع الصوت وخفضه، وإنما لما كانت عادتهم رفع الصوت في الأصل، خرج الكلام على ذلك، فيكون المعنى: وما تكلم به لغير الله وما نطق به لغير الله، ومعلوم أن ما حرم: أن يجعل غير (٤) الله مسمى، فكذلك منويا، إذ هذا مثل النيات في العبادات، فإن اللفظ بها وإن كان أبلغ، لكن الأصل القصد، ألا ترى أن المتقرب بالهدايا والضحايا سواء قال: أذبحه لله، أو سكت، فإن العبرة بالنية؟

وتسمية (٥) الله على الذبيحة، غير ذبحها لله، فإنه يسمى على ما يقصد به اللحم، وأما القربان فيذبح لله سبحانه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في قربانه: (٦) " اللهم (٧) منك ولك " بعد قوله: " بسم الله والله أكبر " (٨)


(١) سورة المائدة: من الآية ٥.
(٢) سورة المائدة: من الآية ٣.
(٣) به: ساقطة من (ب) .
(٤) في (أب د) : لغير الله.
(٥) في (ب) : وتسميته.
(٦) أي: أضحيته.
(٧) في (ب ط) : زاد في الهامش (هذا) بعد (اللهم) بحيث تكون العبارة: (اللهم هذا منك ولك) .
(٨) جاء ذلك فيما أخرجه أحمد في المسند. انظر: الفتح الرباني (١٣ / ٦٢) ، حديث رقم (٤٨) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٩ / ٢٨٧) ، وبمعناه ما أخرجه أبو داود في كتاب الضحايا، الحديث رقم (٢٧٩٥) ، (٣ / ٢٣١) ، وجاء فيه: " اللهم منك ولك، وعن محمد وأمته، باسم الله والله أكبر "، وفي حديث آخر أخرجه ابن ماجه في كتاب الأضاحي، الحديث رقم (٣١٢١) ، وفيه: " اللهم منك ولك "، ولم يذكر التسمية، لكنها وردت في أحاديث أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>