للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك على مذهبه؟ على وجهين.

وعللوا ذلك بأنهما يومان تعظمهما الكفار، فيكون تخصيصهما بالصيام دون غيرهما موافقة لهم في تعظيمهما، فكره، كيوم السبت. قال الإمام أبو محمد المقدسي (١) " وعلى قياس هذا؛ كل عيد للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم (٢) .

وقد يقال: يكره صوم يوم (٣) النيروز والمهرجان ونحوهما من الأيام (٤) التي لا تعرف بحساب العرب. بخلاف ما جاء في الحديث من يوم السبت والأحد؛ لأنه إذا قصد صوم مثل هذه الأيام العجمية أو الجاهلية كانت ذريعة إلى إقامة شعار هذه الأيام، وإحياء أمرها، وإظهار حالها، بخلاف السبت والأحد، فإنهما من حساب المسلمين فليس في صومهما مفسدة، فيكون استحباب صوم أعيادهم المعروفة بالحساب العربي الإسلامي، مع كراهة الأعياد المعروفة بالحساب (٥) الجاهلي العجمي، توفيقا بين الآثار. والله أعلم.


(١) هو: عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي، ثم الدمشقي الصالحي، الفقيه الإمام، أبو محمد، موفق الدين، من الأئمة الأعلام في الفقه وأصوله، والفرائض، والتفسير، والأحاديث، له مصنفات كثيرة جليلة، من أشهرها: المغني، مختصر الهداية، والكافي، والمقنع ـ وكلها في الفقه ـ وروضة الناظر في الأصول. وغيرها. توفي سنة (٦٢٦هـ) ، ومولده سنة (٥٤١هـ) . انظر: كتاب الذيل على طبقات الحنابلة (٢ / ١٣٣ـ ١٤٩) ، (ت٢٧٢) .
(٢) المغني والشرح الكبير (٣ / ٩٩) في المغني.
(٣) يوم: ساقطة من (أب ط) .
(٤) في المطبوعة زاد: العجمية.
(٥) في (أ) : قال: بالحساب العربي الجاهلي العجمي، وهو خلط من الناسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>