للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى في تلقين الميت (١) بعد الدفن حديث فيه نظر، لكن عمل به رجال من أهل الشام الأولين، مع روايتهم له، فلذلك استحبه أكثر أصحابنا وغيرهم (٢) .

فهذا ونحوه مما (٣) كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله، ويأمر به أمته عند قبور المسلمين، عقب الدفن، (٤) وعند زيارتهم، والمرور بهم، إنما هو تحية للميت، كما يحي الحي ودعاء له كما يدعى له، إذا صلى عليه قبل الدفن أو بعده، وفي ضمن الدعاء للميت، دعاء الحي لنفسه، ولسائر المسلمين، كما أن الصلاة على الجنازة فيها الدعاء للمصلي، ولسائر المسلمين، وتخصيص الميت بالدعاء له، فهذا كله، وما كان مثله، من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السابقون الأولون، هو المشروع للمسلمين في ذلك. وهو الذي كانوا يفعلونه عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره.

وروى ابن بطة (٥) في الإبانة، بإسناد صحيح، عن معاذ بن


(١) تلقين الميت: أن يقف الرجل على قبر الميت ويقول له: يا فلان اذكر كذا وكذا. . إلخ. انظر: المغني والشرح الكبير (٢ / ٣٨٧) .
(٢) فصل المؤلف في هذا الموضوع في مجموع الفتاوى (٢٤ ٢٩٦- ٢٩٩) . وانظر: المغني والشرح الكبير (٢ / ٣٨٥، ٣٨٦) . وانظر التفصيل عن الحديث الوارد في ذلك في كتاب (الأذكار) للنووي مع شرحه (الفتوحات الربانية) لابن علان (٤ / ١٩٤- ١٩٦) .
(٣) في (أج د) : ما كان.
(٤) من هنا حتى قوله: أو بعده (سطران) : ساقطة من (ط) .
(٥) هو: عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان، أبو عبد الله العكبري المعروف بابن بطة: فقيه وعالم بالحديث، ومن كبار علماء الحنابلة، وله مصنفات كثيرة تزيد على المائة. منها: الشرح والإبانة على أصول الديانة، ومنها: التفرد والعزلة. وتحريم الخمر. وذم الغناء والاستماع إليه، وغيرها ز توفي سنة (٣٨٧هـ) ، وكانت ولادته سنة (٣٠٤هـ) . انظر: طبقات الحنابلة (٢ / ١٤٤ - ١٥٣) ، (ت٦٢٢) ؛ والأعلام للزركلي (٤ / ١٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>