للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآفاق؛ ولهم «١» بحر طبرستان وعليه من المدن باب الأبواب وباكوه، وبباكوه النفط؛ فأما دجلة فإن شيئا يسيرا ينتهى منها إلى أرمينية. وقد صوّرنا دجلة فى صورة الجزيرة والعراق، ويرتفع من نواحى برذعة بغال تجلب إلى الآفاق، ويرتفع «٢» منها هذه الفوّة «٣» التى تجلب إلى بلاد الهند وسائر المواضع.

وحدّ الرّان من باب الأبواب إلى تفليس إلى قرب نهر الرسّ مكان يعرف بحجيران، وأذربيجان حدها حتى ينتهى إلى ظهر الطّرم «٤» إلى حدّ زنجان إلى ظهر الدّينور، ثم يدور «٥» إلى ظهر حلوان وشهرزور حتى ينتهى إلى قرب دجلة، ثم يطوف على حدود أرمينية، وقد بيّنا حدّ أرمينية قبل هذا. وبهذه المدن من السعر «٦» الرخيص ما يبلغ فى بعض المواضع الشاة بدر همين، وربما بلغ العسل فى بعض أقاليمها «٧» المنوين «٨» والثلاثة بدرهم، وبها من الخصب ما إن ذكر لمن لم يشاهده أنكره «٩» لعظمه، وبها ملوك فى الأطراف، أما كنهم «١٠» مثل الممالك، لهم مملكة واسعة وأموال، منهم ملك شروان يعرف بشروان شاه، وملك الأبخاز يعرف بالأبخاز شاه. والغالب على أذربيجان وأرمينية والران الجبال، وبدبيل جبل عظيم يسمى الحارث، لا يرتقى إلى أعلاه من ارتفاعه وصعوبة مسلكه والثلوج عليه دائمة، ودونه جبل صغير يسمى الحويرث، وتخرج من الحارث «١١» مياههم «١٢» ومحتطبهم ومتصديهم فيه، ويقال إنه لا يعرف جبل أعلى منه بهذه المدن «١٣» ، ومن أردبيل ألف درهم وأربعون درهما مثل منا شيراز إلا أنّ بشيراز يسمى المنا، وبأردبيل يسمى الرطل. ولسان أذربيجان وأرمينية والرّان الفارسية