للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنها استغرقت ثماني سنوات، فيكون قد سبق ابن جبير بنحو ١٧ سنة وماركوبولو الرحالة البندقي (١٢٥٤- ١٣٢٤) بأكثر من مائة سنة وابن بطوطة بمائة وستين عاما.

٨- قيمة رحلة بنيامين بين المراجع التاريخية

وضع بنيامين كتاب رحلته في الثلث الأخير من القرن الثاني عشر للميلاد (السادس للهجرة) فلم يلبث صيتها أن ذاع وحديثها أن انتشر. فتناولتها أيدي النساخ في مختلف الأقطار قبل انتشار الطباعة، وأخذ عنها جميع المؤرخين وأصحاب الحوليات واليوميات وكتّاب الأنساب من اليهود منذ القرن الثالث عشر، فأيدوا محتوياتها. ثم تناولت الرحلة أيدي المترجمين بمختلف اللغات الأوروبية، فأصبحت مصدرا تأريخيا معتدا به وسجلا جغرافيا مضبوطا ليس بالنسبة لليهود فحسب، بل للأحوال العامة التي كانت تسود العالم في ذلك العصر الحافل بالحوادث الجسام في الشرق والغرب. فأحلّها المؤرخون المقام اللائق بها، عند بحثهم في أحوال الشرقين الأدنى والأوسط بوجه خاص.

وإننا إذا تصفحنا كتب الرحالين والرواد الأوروبيين عن الشرق الإسلامي خلال العصور الحديثة، وطالعنا أحاديثهم وتتبعنا الطرق التي سلكوها في أسفارهم وتنقلاتهم؛ وكذلك إذا طالعنا مؤلفات علماء الآثار والنقابين لذين زاروا الشرق عامة والعراق خاصة، وجدنا أنهم وضعوا نصب أعينهم رحلة بنيامين وأخذوا عنها واعتمدوا على

<<  <   >  >>