للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باختياري، مستظهرة منه ببطل كفاية، وباذل حمل كلفة، فانتقل «١» رئيسا في غرض إعانتي وانتشالي من الكلفة «٢» ، على الضّعف وإلمام المرض، والتّرفّع عن الابتذال، والأنفة من الاستخدام، فرفع الكلّ، ولطف من الدولة محلّه. ثم لمّا حال الأمر، وحتم التّمحيص، وتسوّرت القلعة، وانتثر النّظم، واستأثر به الاصطناع، كشفت الخبرة منه عن سوءة لا توارى، وعورة لا يرتاب في أشنوعتها ولا يتمارى، فسبحان من علّم النفس فجورها وتقواها، إذ لصق بالدّائل «٣» الفاسق، فكان آلة انتقامه، وجارحة صيده، وأحبولة كيده، فسفك الدّماء، وهتك الأستار، ومزّق الأسباب، وبدّل الأرض غير الأرض، وهو يزقّه في أذنه، فيؤمّ «٤» النّصيحة، وينحله «٥» لقب الهداية، ويبلغ في شدّ أزره إلى الغاية: «عنوان عقل الفتى اختياره، يجري في جميل «٦» دعوته» ، طوالا، أخرق، يسيء السمع، وينسى «٧» الإجابة، بدويّا، قحّا، جهوريّا، ذاهلا عن عواقب الدنيا والآخرة، طرفا في سوء العهد، وقلّة الوفاء، مردودا في الحافزة «٨» ، منسلخا من آية السّعادة، تشهد عليه بالجهل «٩» يده، ويقيم عليه الحجج شرهه، وتبوّئه «١٠» هفوات الندم جهالته. ثم أسلم المحروم مصطنعه، أحوج ما كان إليه، وتبرّأ منه، ولحقته بعده مطالبة ماليّة، لقي لأجلها ضغطا. وهو الآن بحال خزي، واحتقاب تبعات، خلّصنا الله من ورطات الدّنيا والآخرة.

أوليته وشيوخه: وبسط كثير من مجمل حاله حسبما نقلت من خطه.

قال يخاطبني بما نصّه «١١» : [البسيط]

يا سيّدا، فاق في مجد وفي شرف ... وفات سبقا بفضل الذات والسّلف

وفاضلا عن سبيل الذّمّ منحرفا ... وعن سبيل المعالي غير منحرف