للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن بدا منه سخط أو رأيت له ... من سطوة أقبلت ترميك بالشّرر

فإنما شيء مثل الرّعد يتبعه ... برق ومن بعده ينهل المطر

وأنشدني لبعض الأحداث من طلبة فاس، يخاطب صاحبنا الفقيه الكاتب أبا عبد الله بن جزي، وقد توعده على مطل باستنساخ كتاب كان يتناول له، وهو بديع:

[الطويل]

إذا ما أتت أبطال قيس وعامر ... وأقيال عبس من بغام «١» وقسور «٢»

تصادمني وسط الفلا لا تهولني ... فكيف أبالي بابن جزء مصغّر؟

مولده: بفاس في العشر الأول لذي حجة عام تسعة وسبعمائة.

ومن الزهّاد والصلحاء وأولا الأصليون

[عبد الأعلى بن معلا]

يكنى أبا المعلى الإلبيري، من قرى القلعة «٣» ، ونشأ بالحاضرة. وكان ينسب إلى خولان. ويذكر أنه أسلم على يدي رجل من خولان، فتولّاه وانتسب إليه، وخرج إلى إلبيرة، ونشأ بها، وشغف بكتب عبد الملك بن حبيب، ولم يكن أحد في عصره يشبهه في فضله وزهده وورعه، وتواضعه وانقباضه، وتستّره؛ أرسل إليه حسين بن عبد العزيز، أخو هاشم بن عبد العزيز، وهو بإلبيرة يرغب إليه في أن يشهد جنازة ابنة توفيت له، كان يشغف بها، فتعذّر عليه إذ خشي الشّهرة. وقال لبعض جلسائه: ما علمت أن حسينا يعرفني، وعمل على الخروج من إلبيرة، وتهيّأ للخروج للحج، فحج، فلمّا كان منصرفه ونزل في بعض السّواحل، وجد هنالك مركبين يشحنان، فرغب كل من أصحاب المركبين أن يركب عنده، وتنافسا في ذلك، حتى خشي أن تقع الفتنة بينهم، فاهتم لذلك، ثم اصطلح أرباب