للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيدي «١» ، الذي هو فضل «٢» جنسه، ومزيّة يومه على أمسه، فإن افتخر الدين من الله «٣» ببدره افتخر منه بشمسه، رحلت عن «٤» المنشإ والقرارة «٥» ، ومحلّ الصّبوة والغرارة «٦» ، فلم تتعلّق نفسي بذخيرة، ولا عهد حيرة «٧» خيرة، كتعلّقها بتلك الذات التي لطفت لطافة الرّاح، واشتملت بالمجد الصّراح، شفقة أن تصيبها معرّة «٨» والله تعالى «٩» يقيها، ويحفظها ويبقيها، إذ الفضائل في الأزمان الرّذلة غوائل «١٠» ، والضّدّ منحرف بالطبع ومائل. فلمّا تعرّفت خلاص سيدي من ذلك الوطن، وإلقاءه «١١» وراء الفرضة بالعطن، لم تبق لي تعلّة «١٢» ، ولا أجرضتني «١٣» علّة، ولا أوتي جمعي من قلّة، فكتبت أهنىء نفسي الثانية بعد هناء نفسي الأولى، وأعترف للزمن «١٤» باليد الطولى. فالحمد لله الذي جمع الشّمل بعد شتاته، وأحيا الأنس بعد مماته، سبحانه لا مبدّل لكلماته. وإياه أسأل أن يجعل العصمة حظّ سيدي ونصيبه، فلا يستطيع حادث أن يصيبه، وأنا أحدج «١٥» عن بثّ كمين، ونصح أنابه قمين، بعد أن أسبر غوره، وأخبر طوره، وأرصد دوره، فإن كان له في التّشريق «١٦» أمل، وفي ركب الحجاز ناقة وجمل، والرأي فيه قد نجحت منه نيّة وعمل، فقد غني عن عوف «١٧» والبقرات، بأزكى الثمرات، وأطفأ هذه الجمرات، برمي الجمرات، وتأنّس بوصل السّرى ووصال السّراة، وأناله «١٨» إن رضي مرافق، ولو أغري «١٩» به خافق.

وإن كان على السّكون بناؤه، وانصرف إلى الإقامة اعتناؤه، فأمر له ما بعده، والله يحفظ من الغير «٢٠» سعده. والحقّ أن تحذف الأبهة وتختصر، ويحفظ «٢١» اللسان