للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيض تخيّل للنفوس نصولها ... سمرا تخوّل للنحور نصالها

مثل الأفاعي الرّقط تنفث في الحشا ... وأرى بفودك جثما أطالها

نار تضرّم في الفؤاد حريقها ... لكن تنير بمفرقيك ذبالها

جزعت لهذا الشّيب نفسي وهي ما ... زالت تهوّن كل صعب نالها

ولكم صدعت بنافذ من عزمتي ... همّا فلا «١» يهدي العليم ضلالها

صادمت من كرب الدّنا أشتاتها ... ما خفت غربتها ولا إقلالها

ولئن تقلّص عسرتي فيء الغنا ... عنّي فلي نفس تمدّ ظلالها

ما مزّقت ديباجتي غير امرئ ... عرضت عليه النفس قط سؤالها

ألقى الليالي غير هبّ صرفها ... والأسد غير مجنّب أغيالها

أمشي الهوينا والعداة تمرّ بي ... مرّا يطير عن الجياد نسالها

علمت لي الخلق الجميل محقّقا ... وتسيء فيّ على عم «٢» أقوالها

تبغي انثناء، هل «٣» سمعت بنسمة ... مرّت على نجد تهزّ جبالها؟

ولربما عرضت لعيني نظرة ... يرضى الحكيم غرامها وخبالها

من غادة سرق الصباح بهاءها ... والبدر في ليل التمام كمالها

تهوي المجرّة أن تكون نجومها ... من حليها وهلالها خلخالها

عرضت كما مرّت بعينك مطفل ... ترعى بناظرك الكحيل غرامها

ما نهنهت نفسي وإن ضمنت لها ... عبراتها يوم الوداع وصالها

من كان يأمل أن يقوم بمجلس ... حطّت به شهب السما أثقالها

محا أحاديث السّرى «٤» أولي النّها ... نصّا ويضري في العلى أمثالها

ألقى هواه جانبا وسرى به ... وجنا تدوّي في الدجى إعمالها

ومنها في المدح:

ألبست دين الله حلّة أمن ... أضفت على إسرائه زلزالها «٥»

أنتم بني نصر نصرتم ملّة ال ... إسلام حين شكت لكم عذّالها

كنتم لها أهلا ورحّبتم بها ... في الغربتين ومنتم إنزالها