للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيع، وتناهبتها الأسواق، وصاحبها البخس، ورزأتها الخونة، وشمل الخاصة والأقارب الطّلب، واستخلصت «١» القرى والجنّات «٢» ، وأعملت الحيل، ودسّت الإخافة، وطوّقت الذنوب، وأمدّ الله بالصبر «٣» ، وأنزل السكينة، وانصرف اللسان إلى ذكر الله تعالى، وتعلّقت الآمال به، وطبقت نكبة مصحفيّة «٤» ، مطلوبها الذّات، وسبب «٥» إفاتتها المال، حسبما قلت عند إقالة العثرة، والخلاص من الهفوة:

[الطويل]

تخلّصت منها نكبة مصحفيّة ... لفقداني المنصور من آل عامر

ووصلت الشّفاعة فيّ مكتتبة بخطّ ملك المغرب، وجعل خلاصي شرطا في العقدة، ومسالمة الدولة، فانتقلت صحبة سلطاني المكفور الحقّ إلى المغرب. وبالغ ملكه في برّي، واغيا في حلّة رعيي منزلا رحبا، وعيشا حفضا، وإقطاعا جمّا، وجراية ما وراءها مرمى، وجعلني بمجلسه صدرا. ثم أسعف قصدي في تهنيء «٦» الخلوة بمدينة سلا، منوّه الصّكوك، مهنّأ القرار، متفقّدا باللهى والخلع، مخوّل العقار، موفور الحاشية، مخلّى بيني وبين إصلاح معادي، إلى أن ردّ الله تعالى على السلطان أمير المسلمين أبي عبد الله ابن أمير المسلمين أبي الحجاج ملكه، وصيّر إليه حقّه، وصرف إليه كرسيه، فطالبني بوعد ضربته، وعهد «٧» في القدوم عليه بولده أحكمته، ولم يوسعني عذرا، ولا فسح في التّرك مجالا. فقدمت عليه بولده، في اليوم الأغرّ المحجّل، وقد ساءه بإمساكه رهينة ظنّه «٨» ، ونغّص مسرّة الفتح بعده، على حال من التقشّف، والرغبة «٩» عمّا بيده، وعزف عن الطمع في الكسب «١٠» وزهد في الرّفد «١١» ، حسبما قلت، في بعض المقطوعات في مخاطبته، شكر الله عني فضله:

[الكامل]

قالوا لخدمته دعاك محمد ... فكرهتها١» وزهدت في التّنويه

فأجبتهم أنا والمهيمن كاره ... في خدمة المولى محبّ فيه