للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقلت أيضا في المشيب وما في معناه «١» : [الكامل]

أنّى لمثلي بالهوى من بعد ما ... للوخط بالفودين «٢» أيّ دبيب

لبس البياض وحلّ ذروة منبر ... منّي ووالى الوعظ فعل خطيب

وقلت في تعلّل يناقض ذلك «٣» : [الخفيف]

قلت للشّيب: لا يربك جفائي ... في اختصاري لك البرور ومقتك

أنت بالعتب يا مشيبي أولى ... جئتني فجأة «٤» وفي غير وقتك

وقلت «٥» : [الرمل]

طال حزني لنشاط ذاهب ... كنت أسقى دائما من خانه «٦»

وشباب كان يندى نضرة ... نزل الثلج على ريحانه

ونظرت يوما إلى ولدي فأعجبتني شيبته فقلت «٧» : [الرمل]

سرق الدهر شبابي من يدي ... ففؤادي مشعر بالكمد

وحملت «٨» الأمر إذ أبصرته ... باع ما أفقدني من ولدي

وقلت وهو الحقّ: [المنسرح]

انظر لخضّاب «٩» الشّيب قد نصلا ... ورائد العيش بعده انفصلا

ومطلبي والذي كلفت به ... قد رمت تحصيله فما حصلا

لا أمل مسعف ولا عمل ... ونحن «١٠» في ذا والموت قد وصلا

وقلت: [الوافر]

قحطنا ثم صاب الغيث رحمى ... فشكرا يا حمام، إذا غططتا «١١»

ويا غيث الرّضا، عنّا انسكابا ... فأنت على الخبير به سقطتا

وقلت لمّا أخذت في طريقة أبي الفرج: [الطويل]

قعدت لتذكير ولو كنت منصفا ... لذكّرت نفسي فهي أحوج للذّكرى

إذا لم يكن مني لنفسي زاجرا ... فيا ليت شعري كيف نفعل في أخرى